ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الرابع والعشرون | 421
(421-442)

المكتوب الرابع والعشرون
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿يفعل الله ما يشاء﴾(ابراهيم:27)
﴿ويحكم ما يريد﴾(المائدة:1)
سـؤال:
ان ما يقتضيه اسم الله (الرحيم) من تربية شفيقة، واسم الله (الحكيم) من تدبير وفق المصالح، واسم الله ( الودود) من لطف ومحبة.. كيف تلائم مقتضيات هذه الاسماء الحسنى العظام مع ماهو مرعب وموحش كالموت والعدم والزوال والفراق والمصائب والمشقات؟
ولنسلّم ان ما يراه الانسان في طريق الموت لابأس به وهو خير وحسن حيث سيمضي الى السعادة الابدية. ولكن اية رحمة وشفقة تسع، واية حكمة ومصلحة توجد، واي لطف ورحمة في إفناء هذه الانواع من الاشجار والنباتات اللطيفة والازهار الجميلة والحيوانات المؤهلة للوجود والشغوفة بالحياة والتواقة للبقاء، وباستمرار ودون استثناء واعدامها دون امهال احد منها؟ وفي تسخيرها في المشاق وتغييرها بالمصائب دون السماح لأحد منها بالدعة والراحة؟ وفي اماتتها وزوالها وفراقها بلا توقف، دون ان يسمح لأحد بالمكوث قليلاً ودون رضىً من أحد؟
الجـواب: لكي نحل هذا السؤال نحاول أن ننظر الى هذه الحقيقة العظمى من بعيد، فهي حقيقة واسعة جداً وعميقة جداً ورفيعة جداً،

لايوجد صوت