ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الذيل الأول | 448
(443-448)

 النكتة الخامسة:
ان الدعاء روح العبادة ومخها، وهو نتيجة ايمان خالص، لأن الداعي يُظهر بدعائه أن الذي يهيمن على العالم كله ويطّلع على أخفى أموري ويحيط بكل شئ علماً هو القادر على اغاثتي واسعاف أبعد مقاصدي وهو البصير بجميع احوالي والسميع لندائي، لذا فلا اطلب الا منه وحده فهو يسمع اصوات الموجودات كلها، ولابد انه يسمع صوتي وندائي ايضاً.. وهو الذي يدير الامور كلها فلا انتظر تدبير ادق اموري الا منه وحده.
وهكذا فيا ايها المسلم! تأمل في سعة التوحيد الخالص الذي يهبه الدعاء للمرء، وانظر مدى ما يظهره الدعاء من حلاوة خالصة لنور الايمان وصفائه، وافهم منه حكمة قوله تعالى: ﴿قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم﴾(الفرقان: 77) واستمع الى قوله تعالى ﴿وقال ربكم ادعوني استجب لكم﴾(غافر:60).. وانه لحق ما قيل: (اَكر نه خواهي داد نه دادى خواه) اي لو لم يرد القضاء ما ألهم الدعاء.
﴿سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا اِلاّ مَا عَلّمْتَنَا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَليمُ الْحَكيمُ﴾
اللهم صلّ على سيدنا محمد من الازل الى الابد عدد ما في علم الله وعلى آله وصحبه وسلم. سلّمنا وسلّم ديننا آمين والحمد لله رب العالمين

لايوجد صوت