ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الذيل الأول | 445
(443-448)

فمثلاً: حرث الارض نوع من دعاء فعلي، يطلب الانسان الرزق من رزاقه الحكيم، يطلبه منه لا من التراب، فالتراب باب لخزينة رحمته الواسعة ليس الا، يطرقه الانسان بالمحراث.
سنطوى تفاصيل الاقسام الاخرى ونذكر بضعة اسرار للدعاء "القولي" وذلك في بضع نكات آتية:
النكتة الثانية
اعلم ان تأثير الدعاء عظيم، ولا سيما اذا دام واكتسب الكلية، فهذا الدعاء يثمر على الاغلب ويستجاب دائماً. حتى يصح ان يقال: ان سبب خلق العالم انما هو دعاء، حيث ان الدعاء العظيم للرسول الاعظم y وهو يتقدم العالم الاسلامي الذي يدعو الدعاء نفسه، وهم يتقدمون البشرية جمعاء التي تسأل الدعاء نفسه.. ذلك الدعاء هو: السعادة الابدية، وهو سبب من اسباب خلق العالم. اي أن رب العالمين قد علم بعلمه الازلي ان ذلك الرسول الكريم y سيسأله السعادة الابدية والحظوة بتجل من تجليات اسمائه الحسنى، سيسأله باسم البشرية قاطبة بل باسم الموجودات.. فاستجاب سبحانه وتعالى لذلك الدعاء العظيم فخلق هذا العالم.
فما دام الدعاء قد اكتسب هذه الاهمية العظيمة والسعة الشاملة فهل يمكن ألا يستجاب؟ وهل يمكن لدعاء يلهج به مئات الملايين من البشر ـ في الاقل ـ ومنذ الف وثلاث مائة سنة، يدعونه متفقين، في كل حين، بل يدعو معهم كل الطيبين من الجن والملك والروحانيات ممن لا يحصون ولا يعدون.. هل يمكن الا يستجاب هذا الدعاء الذي يدعونه للرسول الكريم y لينال الرحمة الإلهية العظيمة والسعادة الخالدة.
فما دام قد اكتسب هذا الدعاءُ الكليةَ والسعة والدوام الى هذا الحد حتى بلغ درجة لسان الاستعداد وحاجة الفطرة، فلابد ان ذلك الرسول الكريم محمد بن عبد الله y قد اعتلى نتيجة الدعاء ــ مرتبة رفيعة عالية بحيث لو اجتمعت العقول جميعاً للاحاطة بحقيقة تلك المرتبة

لايوجد صوت