ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الذيل الأول | 446
(443-448)

لعجزت عجزاً تاماً.
فبشراك ايها المسلم! ان لك شفيعاً كريماً في يوم الحشر الاعظم، هو هذا الرسول الحبيب y ... فاسع لنيل شفاعته باتباع سنته المطهرة.
فان قلت: ما حاجة الرسول الكريم y وهو حبيب رب العالمين الى هذه الكثرة من الدعاء والصلوات عليه؟
الجواب: انه y ذو علاقة قوية مع سعادة امته قاطبة، فله حصته مما يناله كل فرد من افراد امته من انواع السعادة، وهو يحزن ايضاً ويتألم لكل مصيبة تصيبهم.
فعلى الرغم من ان مراتب الكمال والسعادة بحقه لا حد لها، فان الذي يرغب رغبة شديدة في ان تنال افراد امته الذين لا يحدون انواعاً لا تحد من السعادة وفي أزمان لا تحد، ويتألم بأنواع لا حد لها من شقائهم ومصائبهم، لابد أنه محتاج وحري به صلوات لا حد لها وأدعية لا حد لها ورحمة لا حد لها.
فان قلت: يُدعى أحياناً بدعاء خالص لأمورتقع قطعاً كالدعاء في صلاة الكسوف والخسوف، وقد يدعى احياناً لامور لا يمكن وقوعها..
الجواب: لقد اوضحنا في كلمات اخرى: ان الدعاء نوع من العبادة، حيث يعلن الانسان عجزه وفقره بالدعاء. أما المقاصد الظاهرية فهي اوقات تلك الادعية والعبادة الدعائية، وهي ليست نتائج الادعية وفوائدها الحقيقية، لان فائدة العبادة وثمرتها متوجهة الى الآخرة، اي يجنيها الداعي في الآخرة، لذا لو لم تحصل المقاصد الدنيوية التي يتضمنها الدعاء فلا يجوز القول: ان الدعاء لم يستجب، وانما يصح القول: انه لم ينقض بعد وقت الدعاء.
فهل يمكن يا ترى ألاّ يستجاب دعاء للسعادة الخالدة، يسألها جميع اهل الايمان في جميع الازمنة، يسألونه بالحاح وخلوص نية وباستمرار. فهل يمكن الا يقبل الرحيم المطلق والكريم المطلق ــ التي تشهد الكائنات لسعة رحمته وشمول كرمه ــ هذا الدعاء، وهل يمكن

لايوجد صوت