ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الذيل الثاني | 455
(449-456)

الاجتماعية الاسلامية. وهي درس في غاية اللذة والطيب للتذكير بالحقائق الايمانية. وهي اقوى وسيلة مؤثرة ومهيجة؛ لإظهار أنوار الايمان، وتحريك محبة الله، وعشق الرسول y.
نسأل الله ان يديم هذه العادة الى الابد، ويرحم كاتبها السيد سليمان افندي وامثاله من الكتّاب، ويجعل جنة الفردوس مثواهم.. آمين.

خاتمة
لما كان خالق هذا الكون، يخلق من كل نوع فرداً ممتازاً كاملاً جامعاً، ويجعله مناط فخر وكمال ذلك النوع، فلاشك انه يخلق فرداً ممتازاً وكاملاً ـ بالنسبة للكائنات قاطبة ـ وذلك بتجلي الاسم الاعظم من اسمائه الحسنى. وسيكون في مصنوعاته فرداً أكمل كالاسم الاعظم في اسمائه. فيجمع كمالاته المنتشرة في الكائنات في ذلك الفرد الاكمل، ويجعله محط نظره.
ولاريب ان ذلك الفرد سيكون من ذوي الحياة، لان أكمل انواع الكائنات هم ذوو الحياة، ويكون من ذوي الشعور، لان أكمل انواع ذوي الحياة هم ذوو الشعور، وسيكون ذلك الفرد الفريد من الانسان، لان الانسان هو المؤهل لما لا يحد من الرقي. وسيكون ذلك الفرد حتماً محمداً الامين y، لأنه لم يظهر أحد في التأريخ كله مثله منذ زمن آدم عليه السلام والى الآن، ولن يظهر. لان ذلك النبي الكريم y قد ضم نصف الكرة الارضية وخمس البشرية ضمن سلطانه المعنوي وحاكميته التي دامت ألفاً وثلاثمائة وخمسين عاماً بكمال هيبتها وعظمتها. واصبح استاذاً لجميع اهل الكمال في جميع انواع الحقائق، ونال أرقى المراتب في السجايا الحميدة باتفاق الاصدقاء والاعداء، وتحدى العالم اجمع وحده ـ في اول أمره ـ وأظهر القرآن الكريم الذي

لايوجد صوت