اربعة آلاف سنة.
وهكذا فشمس الازل (بلا تشبيه ولاتمثيل) (ولله المثل الاعلى) اقرب الى كل شئ من اي شئ كان، لانه واجب الوجود، ومنزّه عن المكان، ولايحجبه شئ، بينما كل شئ بعيد عنه بعداً مطلقاً.
ومن هذا تفهم: سر المسافة الطويلة جداً في المعراج مع عدم وجود المسافة التي تعبر عنها الآية الكريمة: ﴿ونحن أقرب اليه من حبل الوريد﴾(ق:16).
وكذا ينبع من هذا السر: ذهاب الرسول yوطيّه المسافات الطويلة جداً ومجيئه في آن واحد الى موضعه.
فمعراج الرسول y هو؛ سيره وسلوكه، وهو عنوان ولايته، اذ كما يعرج الاولياء الى درجة حق اليقين من درجات الايمان رقياً معنوياً بالسير والسلوك الروحاني بدءاً من اربعين يوماً الى اربعين سنة، كذلك الرسول y وهو سلطان جميع الاولياء وسيدهم عرج بجسمه وحواسه ولطائفه جميعاً لابقلبه وروحه وحدهما فاتحاً صراطاً سوياً وجادة كبرى حتى بلغ أعلى مراتب حقائق الايمان واسماها بالمعراج الذي هو كرامة ولايته الكبرى في اربعين دقيقة بدلاً من اربعين سنة، ورقي الى العرش بسلّم المعراج وشاهد ببصره بعين اليقين ـ في مقام قاب قوسين او ادنى ـ اعظم حقائق الايمان، وهو الايمان بالله، والايمان باليوم الآخر، ودخل الجنة وشاهد السعادة الابدية وفتح باب الجادة الكبرى وتركه مفتوحاً ليمضي جميع اولياء امته بالسير والسلوك الروحاني اي بسير روحاني وقلبي في ظل ذلك المعراج كل حسب درجته.
النكتة الخامسة:
ان قراءة المولد النبوي وقصيدة المعراج عادة اسلامية مستحسنة، ونافعة جداً، بل هي مدار مجالسة ومؤانسة لطيفة في الحياة