ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الذيل الثاني | 453
(449-456)

وقدسيته، وتناسب غناه الذاتي وكماله المطلق. اي ان القصيدة المذكورة تنبه الى تلك الشؤون بأحداث المعراج.
ولقد اوضحت ( الكلمة الحادية والثلاثون) الخاصة بالمعراج النبوي، حقائق المعراج ضمن اصول الايمان. لذا نختصر هنا مكتفين بذاك.
النكتة الرابعة:
سؤال: ان عبارة: ( انه y قد رأى ربه وراء سبعين ألف حجاب)(1) تعبّر عن بُعد المكان، والحال ان الله سبحانه منزّه عن المكان، فهو أقرب الى كل شئ من اي شئ كان. فما المراد اذاً من هذه العبارة؟!.
الجواب: لقد وُضّحت تلك الحقيقة في (الكلمة الحادية والثلاثين) وبُيّنت بياناً شافياً مفصلاً مدعماً بالبراهين، الاّ اننا نقول هنا:
انا الله سبحانه قريب الينا غاية القرب، ونحن بعيدون عنه غاية البعد.
مثال: ان الشمس قريبة منا بوساطة المرآة التي في ايدينا. بل كل ما هو شفاف يكون نوعاً من عرشٍ للشمس ومنزل لها. فلو ان للشمس شعوراً، لكانت تحاورنا بما في ايدينا من المرآة. ولكننا بعيدون عنها 
------------------------------------------------------
(1) وذكر ابو الحسن (علي) بن غالب فيما (اي كتاب) تكلّم فيه على احاديث الحجب السبعين والسبعمائة والسبعين الف حجاب..
وورد في امهات الكتب عن ابن عباس عن علي وذكر حديث المعراج الى ان وصل (الى ان انتهى الى مقام ثم وقف عند ذلك فقلت: ياجبريل في مثل هذا المقام.. يترك الخل خليله، فقال: ان تجاوزته احترقت بالنور. فقال النبي y :ياجبريل هل لك من حاجة الى ربك، فقال: يامحمد سل الله تعالى في ان ابسط جناحي على الصراط لامتك حتى يجوزوا عليه. ثم زج بي في النور زجاً فخرق بي سبعون الف حجاب ليس فيها حجاب يشبه الآخر وانقطع عني حسن كل ملك.. الخ ).
وفي رواية اخرى عن ابن عباس ان رسول الله y بعد ان ذكر قصة المعراج (فلم ازل كذلك من حجاب الى حجاب حتى جاوزت سبعين حجاباً غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام).
قال صاحب المواهب حتى خرق حجب السموات وجاوز السبع الطباق وجاوز سدرة المنتهى ووصل الى محل من القرب ما سبق به الاولون والاخرون فانكشفت له سحائب الحجاب ظاهراً وباطناً. نقلاً من كتاب المواهب اللدنية للعلامة القسطلاني بشرح الزرقاني المجلد/6 ص93ــ 100 - المترجم.

لايوجد صوت