ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الذيل الثاني | 450
(449-456)

طائفة الحيوانات البالغة حدّ العشق، ازاء قافلة النباتات الآتية من خزينة الرحمة الإلهية والحاملة لأرزاق الحيوانات.. تعلنها هذه البلابل بنغماتها الرقيقة على رؤوس اجمل النباتات تعبيراً عن حسن الاستقبال المفعم بالتسبيح والتهليل.
فالرسول الكريم محمد الامين y الذي هو سبب خلق الافلاك، ووسيلة سعادة الدارين، وحبيب رب العالمين، فكما كان سيدنا جبريل عليه السلام ممثلاً عن نوع الملائكة، في طاعته وخدمته بكمال المحبة مبيناً سر سجود الملائكة وانقيادهم لسيدنا آدم عليه السلام.. فأهل الجنة كذلك، بل حتى حيواناتها لها علاقات بذلك الرسول الكريم y. وقد عبّر السيد سليمان افندي عن هذه الحقيقة بمشاعر الحب والعشق التي اطلقها البراق الذي ركبه الرسول y.
النكتة الثانية: ان أحد أحداث قصيدة المعراج النبوي هو ان السيد سليمان قد عبّر عن المحبة النزيهة لله سبحانه وتعالى تجاه الرسول الكريم y بجملة: (قد عشقتك).
فهذه التعابير بمعانيها العرفية لاتليق بقدسيته وتعاليه سبحانه، ولكن لأن السيد سليمان افندي من اهل الولاية واهل الحقيقة، حيث ان قصيدته هذه لقيت القبول والرضى لدى عامة المسلمين، فلاشك ان المعنى الذي أظهره صحيح، وهو هذا:
ان لله سبحانه وتعالى جمالاً وكمالاً مطلقين، وان جميع انواع الجمال والكمال المنقسمة على الكائنات جميعها، هي امارات على جماله وكماله واشارات اليهما وعلامات عليهما.
وحيث ان كل صاحب جمال وكمال، يحب جماله وكماله بالبداهة، فالله سبحانه وتعالى يحب جماله بحبٍ يليق بذاته الجليلة. وانه يحب ايضاً أسماءه التي هي شعاعات جماله جلّ وعلا.
واذ انه يحب أسماءه، فانه يحب إذن صنعته التي تظهر جمال أسمائه.
ويحب اذن مصنوعاته التي هي مرايا لجماله وكماله.

لايوجد صوت