ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الذيل الثاني | 451
(449-456)

واذ إنه يحب ما يبيّن جماله وكماله، فانه يحب محاسن مخلوقاته التي تشير الى جمال اسمائه وكمالها.
ويشير القرآن الحكيم في آياتها الى هذه الانواع الخمسة من المحبة.
وهكذا فالرسول الكريم y الذي هو اكمل فرد في مصنوعات الله، وابرز شخصية في مخلوقاته.. وهو الذي يقدّر ويعلن عن الصنعة الإلهية بذكرٍ جذاب وتسبيح وتهليل.. وهو الذي فتح بلسان القرآن خزائن جمال الاسماء الحسنى وكمالها.. وهو الذي يبيّن بياناً ساطعاً ـ بلسان القرآن ـ الآيات الكونية الدالة على كمال صانعها.. وهو الذي أدّى وظيفة المرآة للربوبية الإلهية بعبوديته الكلية، حتى حظي بأتم تجليات الاسماء الحسنى كلها، بجامعية ماهيته.
فلاجل ما سبق يصح ان يقال:
ان الجميل ذا الجلال لمحبته جماله يحب محمداً y الذي هو اكمل مرآة ذات شعور لذلك الجمال.
وانه سبحانه لمحبته اسماءه يحب محمداً y الذي هو أجلى مرآة تعكس تلك الاسماء الحسنى. ويحب من يتشبهون بمحمد y ايضاً، كل حسب درجته.
وانه سبحانه لمحبته صنعته يحب محمداً y الذي أعلن عن تلك الصنعة في ارجاء الكون برمته حتى جعله في نشوة وشوق يرن به سمع السماوات ويثير به البر والبحر شوقاً اليه.. ويحب ايضاً من يتبعونه.
وانه سبحانه لمحبته مصنوعاته يحب محمداً y، اذ هو افضل الناس طراً الذين هم اكمل ذوي الشعور، الذين هم اكمل ذوي الحياة، الذين هم اكمل مصنوعاته سبحانه.

لايوجد صوت