ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع والعشرون | 578
(577-591)

حقيقته). هذا المفهوم له وجهان. والقائلون به طائفتان:
الطائفة الاولى:
هم اهل الحق والعلم والتدقيق. فهم يقولون: ان القرآن الكريم كنز عظيم لاينفد، وان كل عصر يأخذ حظه من حقائقه الخفية التي هي من قبيل التتمات، مع التسليم بنصوص القرآن ومحكماته من دون ان يتعرض او يمس ما خفي من الحقائق من حظ اهل العصور الأخرى.
وحقاً ان حقائق القرآن تتوضح أكثر كلما مضى الزمان. ولايعني هذا ابداً القاء ظل الشبهة على ما بيّنه السلف الصالح من حقائق القرآن الظاهرة، لانها نصوص قاطعة وأسسٌ وأركان لابد مـن الايمان بهـا. وقـولـه تعـالى : ﴿وهذا لسان عربي مبين﴾(النحل: 103) يوضح ان معنى القرآن واضح مبين. فالخطاب الإلهي من اوله الى آخره يدور حول تلك المعاني ويقوّيها حتى يجعلها بدرجة البداهة. لذا فان رفض تلك المعاني المنصوص عليها يؤدي الى تكذيب الله سبحانه وتعالى (حاش لله) والى تزييف فهم الرسول الكريم y (حاشاه). بمعنى ان المعاني المنصوص عليها قد اُستُقيت من منبع الرسالة مسندة متسلسلة. حتى ان (ابن جرير الطبري) قد ألّف تفسيره الكبير الجليل مسنداً معاني القرآن جميعها الى منبع الرسالة.
الطائفة الثانية:
وهم اصدقاء حمقى، يفسدون اكثر مما يصلحون، او انهم اعداء ذوو دهاء شيطاني، يريدون أن يتصدوا للاحكام الاسلامية ويعارضوا الحقائق الايمانية، ويحاولون أن يجدوا منفذاً من السور القرآنية التي كل منها سور فلاذي لحصن القرآن الكريم ـ حسب تعبيركم ـ فهؤلاء يشيعون امثال هذه الاقوال ليلقوا الشبهات حول الحقائق الايمانية والقرآنية (حاش لله).
 النكتة الثانية:
لقد أقسم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بكثير من الاشياء.

لايوجد صوت