ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع والعشرون | 579
(577-591)

وفي الاقسام القرآنية نكات عظيمة جداً واسرار كثيرة جداً:
منها: ان القَسَم في ﴿والشمس وضحيها﴾(الشمس:1) يشير الى اظهار الكون كقصر عظيم ومدينة عامرة، والذي هو اساس التمثيل الرائع الوارد في (الكلمة الحادية عشرة).
ومنها: القَسم في؛ ﴿يس  والقرآن الحكيم﴾ يذكّر به قدسية اعجاز القرآن، وانه بدرجة من الاهمية بحيث يقسم به.
وان القَسَم في ﴿والنجم اذا هوى﴾ يشير الى ان سقوط النجوم علامة على انقطاع الاخبار الغيبية عن الجن والشياطين منعاً لورود شبهة على الوحي الإلهي. وفي الوقت نفسه فان القسم في ﴿فلا اُقسم بمواقع النجوم  وانه لقَسَم لو تَعلَمُونَ عظيم﴾(الواقعة:75ـ76) يذكّر بعظمة القدرة وكمال الحكمة في وضع النجوم في مواقعها بكمال الانتظام مع ضخامتها الهائلة، وتدوير السيارات الجسيمة بسرعة عظيمة.
ويذكّر القَسَم في ﴿والذاريات﴾ وفي ﴿والمرسلات﴾ بالحكم الجليلة التي في تموّجات الهواء وتصريف الرياح، اذ يقسم سبحانه بالملائكة المأمورين بوظيفة تصريف الرياح، فيلفت النظر الى ان الامور التي قد تظن انها تجري مصادفة تنفّذ حِكماً دقيقة وتؤدي وظائف جليلة.
وهكذا، فلكل موقع من مواقع القَسَم نكتته البليغة وفائدته. ولما كان الوقت لايسمح لنا بالتفصيل، فسنشير اشارة مجملة الى نكتة واحدة من النكات الكثيرة التي يتضمنها القَسَم في ﴿والتين والزيتون﴾ وذلك:
ان الله سبحانه وتعالى يذكّر بالقسم بالتين والزيتون عظمة قدرته وكمال رحمته وعظيم نعمته، فيصرف وجه الانسان المتردّي الى اسفل سافلين ويحوّله عن ذلك التردي والهاوية، مشيراً اليه أنه بامكانه ان ينال مراتب معنوية رفيعة، بل يترقى الى أعلى عليين بالشكر والفكر والايمان والعمل الصالح.
اما تخصيص التين والزيتون بالقَسَم من بين النعم الاخرى، فهو:
ان هاتين الفاكهتين نافعتان مباركتان.. وان في خلقهما وما فيهما

لايوجد صوت