ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع والعشرون | 580
(577-591)

من نعم عظيمة يبعث على الملاحظة، لأن الزيتون يشكّل أساساً مهما في الحياة الاجتماعية والتجارية، وفي وسائل التنوير، وفي تغذية الانسان. كما ان في خلق التين ما يبين معجزة خارقة من معجزات القدرة الإلهية، كدرج أجهزة شجرة التين العظيمة وضمّها في بذيرة متناهية في الصغر. كما يذكّر بالقَسم به، بالنِعَم الإلهية في طعمه، وفي منافعه، وفي دوامه، خلاف أكثر الثمار. وفي الوقت نفسه يرشد الانسان ـ ازاء هذه النعم ـ الى ما يحول دون ترديه الى اسفل سافلين بالايمان والعمل الصالح.
 النكتة الثالثة:
ان الحروف المقطّعة الموجودة في أوائل السور، شفرات الهية، يعطي بها سبحانه بعض الاشارات الغيبية الى عبده الخاص، ومفتاح تلك الشفرة، لدى ذلك العبد الخاص، ولدى ورثته.
ولما كان القرآن الحكيم يخاطب جميع الطوائف البشرية في كل وقت وحين. فهو يتضمن من المعاني المتنوعة والوجوه الكثيرة الجامعة ما يكون حظ كل طائفة في كل عصر من العصور. وان أصفى المعاني والوجوه هي تلك التي بينها السلف الصالح بياناً واضحاً. وقد وجد الأولياء والمحققون اشارات معاملات غيبية في تلك المقطعات فيما يخص السير والسلوك الروحاني.
وقد بحثنا نبذة عن تلك المقطعات في تفسير (اشارات الاعجاز) في اوائل تفسير سورة البقرة. فليراجع.
 النكتة الرابعة:
لقد اثبتت (الكلمة الخامسة والعشرون)، انه لايمكن ترجمة القرآن الكريم ترجمة حقيقية، ولايمكن قطعاً ترجمة اسلوبه الرفيع في اعجازه المعنوي. وانه من الصعوبة جداً إفهام الذوق، وبيان الحقيقة النابعين من ذلك الاسلوب الرفيع في اعجازه المعنوي إلاّ اننا نشير للدلالة فحسب الى جهة او جهتين منه. وذلك: بقوله تعالى:
﴿ومن آياته خلق السّمواتِ والارضِ واختلافُ ألسنتكم وألوانِكم﴾(الروم:22)

لايوجد صوت