ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ | 698
(694-711)

تجد تجاهها الحقائق الاسلامية الجامعة لأسس النصرانية الحقّة ومبادئها، فتستسلم. وقد اشار الرسول y الى هذا السرّ العظيم بأنه: سينزل عيسى (عليه السلام)وسيكون من امتي ويعمل بشريعتي.
22ــ ان الذي يسوق جمهور الناس الى الاتباع وامتثال الاوامر هو ما يتحلى به المصدر من قدسية، هذه القدسية هي التي تدفع جمهور الناس الى الانقياد اكثر من قوة البرهان ومتانة الحجة.
23ــ ان تسعين بالمائة من مسائل الشريعة – التي هي الضروريات والمسلـّمات الدينية - كل منها عمود من الالماس، أما المسائل الاجتهادية الخلافية فهي تمثل عشرة بالمائة فقط. ولا ينبغي ان يكون تسعون عموداً من الالماس تحت حماية عشرة منها من ذهب، فالكتب الفقهية والاجتهادات ينبغي ان تكون مرايا ومناظير لرؤية القرآن وليست حُجُباً وظلالاً وبديلاً عنه.
24ــ كل مَن يملك استعداداً للاجتهاد يستطيع ان يجتهد لنفسه إلاّ انه لا يستطيع ان يشرّع.
25ــ ان الدعوة الى أي فكر كان منوطةٌ بقبول جمهور العلماء لها والاّ فهي بدعة، مردودة.
26ــ ان الانسان لكونه مكرّماً فطرة يبحث عن الحق دوماً، واثناء بحثه يعثر على الباطل احياناً فيخفيه في صدره ويحفظه، وقد يقع الضلالُ - بلا اختيار منه - على رأسه اثناء تنقيبه عن الحقيقة، فيظنه حقاً، فيلبسه كالقلنسوة.
27ــ ان للقدرة مرايا كثيرة جداً، كل منها أشفّ وألطف من الاخرى. وهي تتنوع، من الماء الى الهواء، ومنه الى الاثير، ومنه الى عالم المثال، ومنه الى عالم الارواح بل الى الزمان والى الفكر.
ففي مرآة الهواء تصبح الكلمة الواحدة ملايين الكلمات. فان قلم القدرة يستنسخ سرّ هذا التناسل بشكل عجيب. ان الانعكاس إما يحوي الهوية او يحوي الهوية مع الماهية. ان تماثيل المادة - أي صورها - الكثيفة عبارة عن اموات متحركة، أما تماثيل الارواح النورانية في مراياها فحيّة مرتبطة بالحياة، ان لم تكن

لايوجد صوت