ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع | 46
(42-47)

التزامه الحق، فيقال له: مسلم بلا دين. ثم رأيت بعض المؤمنين لا يظهرون ولاءً لأحكام القرآن ولا يلتزمون بها، اي أنهم ينالون عبارة: مؤمن غير مسلم.
تُرى أيمكن ان يكون ايمان بلا إسلام سبب النجاة يوم القيامة؟
الجواب: كما ان الاسلام بلا إيمان لا يكون سبب النجاة، كذلك الايمان بلا إسلام لا يكون سبب النجاة.
فـلله الحمد والمنة، ان موازين رسائل النور قد بينت ثمرات الدين الاسلامي وحقائق القرآن ونتائجهما بياناً شافياً وافياً - بفيض الاعجاز المعنوي للقرآن الكريم - بحيث لو فهمها حتى من لا دين له لا يمكن ان يكون غير موالٍ لها.
وقد اظهرت هذه الرسائل دلائل الايمان والاسلام وبراهينهما كذلك قوية راسخة بحيث لو فهمها غير المسلم يصدّق بها لا محالة، ويؤمن بها رغم بقائه على غير الاسلام.
نعم، ان (الكلمات) قد وضّحت ثمار الايمان والاسلام توضيحاً جميلاً حلواً، كجمال ثمار طوبى الجنة ولذتها، واوضحت نتائجهما اليانعة الطيبة كأطايب سعادة الدارين، حتى انها تمنح كل من رآها واطلع عليها وعرفها شعور الولاء والانحياز التام والتسليم الكامل. بل اظهرت براهين الايمان والاسلام قوية راسخة رسوخ الموجودات كلها، وكثيرة كثرة الذرات، فيعطي من الاذعان والرسوخ ما لا منتهى لهما في الايمان. حتى انني حينما أقرأ - احياناً - كلمة الشهادة في اوراد الشاه النقشبند، واقول: (على ذلك نحيا وعليه نموت وعليه نبعث غداً) اشعر بمنتهى الالتزام، بحيث لا اضحى بحقيقة ايمانية واحدة لو اعطيتُ الدنيا بأسرها. لأن افتراض ما يخالف حقيقة واحدة لدقيقة واحدة أليم عليّ ألماً لا يطاق. بل ترضخ نفسي لتعطي الدنيا بأسرها - لو كانت لي - مقابل حقيقة ايمانية. وحينما اقول: (وآمنا بما ارسلتَ من رسول، وآمنا بما انزلتَ من كتاب، وصدّقنا) أشعر بقوة ايمانية عظيمة لا منتهى لها، واعد ما يخالف اية حقيقة من حقائق

لايوجد صوت