ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الحادي عشر | 54
(52-55)

الى شفقة والدها وعطفه عليها والى رحمة اخيها ورأفته بها فهي تجد - حسب الحكم القرآني - تلك الشفقة عليها من والدها وعطفه دون ان يكدرها حذر، اذ ينظر اليها والدها نظرة من لا يخشى منها ضرراً، ولا يقول بانها ستكون سبباً في انتقال نصف ثروتي الى الاجانب والاغيار. فلا يشوب تلك الشفقة والعطف الابوي الحذر والقلق.
ثم انها ترى من اخيها رحمة وحماية لا يعكرّها حسد ولا منافسة، اذ لا ينظر اليها اخوها نظر من يجد فيها منافساً له يمكن أن تبدد نصف ثروة ابيهما بوضعها في يد الاجانب. فلايعكر صفو تلك الرحمة والحماية حقد وكدر.
فتلك البنت اللطيفة الرقيقة فطرة، والضعيفة النحيفة خلقة، تفقد في هذه الحالة شيئاً قليلاً في ظاهر الأمر. الاّ انها تكسب - بدلاً منه - ثروة لا تفنى من شفقة الاقارب وعطفهم عليها ورحمتهم بها. والاّ فان اعطاءها نصيباً اكثر مما تستحق بزعم ان ذلك رحمة في حقها ازيد من رحمة الله سبحانه، ليس رحمة بها قط بل ظلم شنيع في حقها، ربما يفتح سبيلاً امام الحرص الوحشي المستولي على النفوس في هذا الزمان لارتكاب ظلم أشنع، يذكّر بالغيرة الوحشية التي كانت مستولية على النفوس في زمن الجاهلية في وأدهم البنات. فالاحكام القرآنية كلها تصدّق - كما يصدّق هذا الحكم - قوله تعالى: ﴿وما ارسلناك الاّ رحمة للعالمين﴾(الانبياء:107).
 المسألة الرابعة: قوله تعالى ﴿فلأمّه السُدُس﴾(النساء:11).
ان المدنية (وهي بلا ميم) - اي الدنية - كما قد اصبحت سبباً لمثل هذا الظلم (المذكور في المسألة السابقة) في حق البنات باعطائها اكثر مما تستحق، كذلك تقترف ظلماً أدهى وانكى بحق الوالدات وذلك بحرمانهن من حقوقهن.
نعم! ان شفقة الوالدة وحنانها الذي هو ألطف جلوة من رحمته تعالى بل ألذها واجدرها بالاحترام، اسمى واكرم حقيقة من حقائق

لايوجد صوت