ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الحادي عشر | 55
(52-55)
الوجود.
والوالدة هي بالذات اكرم صديقة عزيزة وارحم مضحية، بل انها تضحي بدنياها وحياتها وراحتها لولدها، بدافع من حنانها وعطفها. حتى ان الدجاجة التي هي في ابسط مراتب الامومة وتحمل بصيصاً من تلك الشفقة، لا تتردد في الهجوم على الكلب والصولة على الاسد دفاعاً عن فراخها، رغم خوفها وجبنها.
فحرمان الوالدة التي تطوي جوانحها على مثل هذه الحقيقة العزيزة والى هذا الحد، من تركة ولدها، ظلم مريع وعمل اجرامي، واهانة بحقها، وكفران نعمة ازاء الحقيقة الجديرة بالتوقير، بحيث يهتز له عرش الرحمة. وفوق ذلك فهو دسّ للسم في الترياق النافع لحياة البشر الاجتماعية. فان لم يُدرك هذا وحوش البشرية الذين يدّعون خدمتها، فان الناس الحقيقيين الكاملين يعلمون ان حكم القرآن الحكيم في قوله تعالى ﴿فلأمّه السُدُس﴾ عين الحق ومحض العدل.
الباقي هو الباقي
سعيد النورسي
لايوجد صوت