ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثاني عشر | 61
(56-62)

وعلى غرار هذا فان الصانع الجليل قد ألبسك جسماً بديعاً مزيناً بالعين والاذن والانف وغيرها من الاعضاء والحواس. ولأجل اظهار آثار اسمائه الحسنى المتنوعة يبتليك بانواع من البلايا فيمرضك حيناً ويمتعك بالصحة احياناً اخرى، ويجيعك مرة ويشبعك تارة ويظمئك اخرى. وهكذا يقلبك في امثال هذه الاطوار والاحوال لتتقوى ماهية الحياة وتظهر جلوات اسمائه الحسنى.
فان قلت: لماذا يبليني بهذه المصائب؟ فان مائة من الحِكَم الجليلة تسكتك، كما اشير اليها في المثال السابق. اذ من المعلوم ان السكون والهدوء والرتابة والعطالة نوع من العدم والضرر، وبعكسه الحركة والتبدل وجودٌ وخير. فالحياة تتكامل بالحركة وتترقى بالبلايا وتنال حركات مختلفة بتجليات الاسماء وتتصفى وتتقوى وتنمو وتتسع، حتى تكون قلماً متحركاً لكتابة مقدراتها، وتفى بوظائفها، وتستحق الاجر الاخروي.
نكتفي بهذا القدر من الاجوبة المختصرة لاسئلتكم الثلاث التي دارت حولها مناقشاتكم. أما ايضاحها ففي الثلاث والثلاثين كلمة من (الكلمات).
اخي العزيز!
اقرأ هذه الرسالة للسيد الصيدلي، ومن تراه لائقاً ممن سمعوا المناقشة وبلّغ سلامي الى الصيدلي الذي هو من طلابي الجدد، وقل له:
لايجوز بحث المسائل الايمانية الدقيقة - كالمذكورة - بشكل مناقشات جدلية من دون ميزان، ولا امام جماعة من الناس، اذ تتحول الادوية عندئذٍ الى سموم، لانها دون ميزان، فتضر المتكلمين والمستمعين معاً. وانما يجوز ذلك عند فراغ البال وسكون القلب وتوفّر الانصاف عند الباحثين، وتداولاً فكرياً ليس الاّ.
وقل له: ان كانت ترد الى قلبك الشبهات في مثل هذه المسائل ولم

لايوجد صوت