ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السادس عشر | 109
(87-109)

بنفسي، والذي كنت ائم الجماعة فيه طوال اربع سنوات. فحرموني من ثواب الجماعة، بل منعوني عن ان ائم جماعة متكونة من ثلاثة اخوة في الآخرة كنت ائمهم دوماً. فضلاً عن ذلك لو ذكرني احدهم بخير، يغضب الموظف المراقب عليّ، ويحاول بشتى الوسائل ان يهوّن من شأني، ويشدّد من المضايقات كي يحصل على تكريم من آمريه وإلتفاتهم اليه.
فقل لي بنفسك واحكم بما شئت ايها الأخ السائل: ان من كان هذا وضعه، هل يراجع غير الله سبحانه وتعالى؟ فلمن يقدّم الشكوى إن كان الحاكم هو المدّعي؟ ثم قل ما شئت أن تقوله في هذه الاحوال المحيطة بنا.
ولكني اقول: ان كثيراً من المنافقين قد اندسوا بين اصدقائي هؤلاء. وحيث أن المنافق اشد من الكافر واخبث منه، فلهذا يذيقونني من العذاب ما لم يذقني اياه كفار الروس.
ايها التعساء! ماذا فعلت بكم، وما الذي افعله بحقكم؟ انني اسعى لانقاذ ايمانكم وابلاغكم السعادة الابدية. يبدو أن خدمتي لم تخلُص بعدُ لله، لذا يولد خلاف المأمول. وانتم نظير ذلك تؤذونني في كل فرصة سانحة. فلا ريب اننا سنتحاكم في المحكمة الكبرى.. اقول:
حسبنا الله ونعم الوكيل. نعم المولى ونعم النصير.


الباقي هو الباقي


سعيد النورسي

لايوجد صوت