وغير قانونية، اذ لم يعاملوني معاملة قانونية على وفق قانون المنفيين، بل نظروا الىّ نظرة الساقط من الحقوق المدنية، بل حتى من الحقوق الدنيوية، فلا معنى اذن من مراجعة قانونية لمن يُعامل معاملة غير قانونية.
السبب الرابع: راجع احدهم باسمي هذه السنة مدير هذه الناحية (بارلا) للسماح لي بالذهاب الى قرية (بدرة) القريبة جداً منها - حتى تعدّ احد أحيائها - لقضاء بضعة ايام للفسحة هناك، ولم يسمح لي بذلك. فكيف يراجع هؤلاء الذين يرفضون مثل هذه الحاجة البسيطة التي أشعر بها؟ فمراجعتهم اذن ليس إلا تذلل وخنوع غيرمجدٍ.
السبب الخامس: ان طلب الحق من مدّعي الحق زوراً ومراجعتهم ظلمٌ وبخس للحق وقلة توقير له، فلا اريد ان ارتكب هذا الظلم، ولا هذا التهوين من شأن الحق. والسلام.
السبب السادس: ان مضايقة اهل الدنيا لي، ليست ناشئة من انشغالي بالسياسة، لأنهم يعرفون جيداً انني لا اتدخل في الامور السياسية، بل انفر منها، فهم يعذبونني بسبب ارتباطي بالدين وتمسكي باهدابه، اي انهم بعذبونني - بشعور وبغير شعور - ارضاءً للزندقة. لذا فان مراجعتهم تعني ابداء الندامة عن الدين وملاطفة لمسلك الزندقة، فضلاً عن ان القدر الإلهي العادل سيعذبني بايديهم الاثيمة إن التجأتُ اليهم أو راجعتهم، لانهم يضايقونني لتمسكي بالدين، بينما القدر الإلهي يضايقني لنقائصي وقصوري في التقوى والاخلاص ولتزلفي احياناً الى اهل الدنيا. فلا نجاة لي اذن من هذه المضايقات في الوقت الحاضر. اذ لو راجعت اهل الدنيا لقال القدر: ايها المرائي! ذق جزاء مراجعتك هذه. وان لم اراجع اهل الدنيا لقالوا: انك لا تعترف بنا، فلازم المضايقات.
السبب السابع: من المعلوم ان وظيفة اي موظف كان هي الأخذ على يد مَن يلحق الضرر بالمجتمع ومعاونة النافعين لهم. فعند ما كنت اوضح ذوقاً لطيفاً في كلمة (لا إله الاّ الله) لشيخ هرم اقترب من