ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السادس عشر | 105
(87-109)

هناك كلام جميل خالد قاله رجل فاسد فانٍ:
ان كان للظلم مدفع وبندقية وقلعة
فللحق ساعد لا ينثني ووجه لا يتراجع.
وانا اقول:
ان كان لأهل الدنيا حكم وسطوة وقوة..
ففي خادمه بفيض القرآن:
علم لا يلتبس، وكلام لا يسكت، وقلب لا ينخدع، ونور لا ينطفئ.
لقد سألني الآمر العسكري المسؤول عن مراقبتي، وكثير من الاصدقاء هذا السؤال مكرراً: لِمَ لا تراجع الجهات الرسمية؟ ولِمَ لا تقدم طلباً للحصول على شهادة ووثيقة رخصة؟.
الجواب: هناك اسباب عدة تحول بيني وبين مراجعتهم، بل تجعلني لا استطيع مراجعتهم.


السبب الاول: انني لم اتدخل في شؤون اهل الدنيا ولا في دنياهم، كي اكون محكوماً من قبلهم، ومن ثم اراجعهم في هذا الشأن، بل اراجع القدر الإلهي، لأنه هو الذي حكم عليِّ لتقصيراتي تجاهه.
السبب الثاني: لقد تيقنت ان هذه الدنيا دار ضيافة، تتبدل بسرعة وتتغير على الدوام، فهي ليست دار قرار ولا موطناً حقيقياً، لذا فان نواحيها كافة على حد سواء. فما دمت لا اظل في موطني، ولا قرار لي فيه، فان محاولة الرجوع اليه عبث لا طائل وراءه، ولا يعني شيئاً الذهاب اليه. وما دام كل ناحية من نواحي الدنيا دار ضيافة.فإن كل انسان صديق وكل مكان نافع ومفيد ان كانت رحمة صاحب الدار ورحمة رب البيت رفيقة لك، والاّ فكل انسان عدو وكل مكان حمل ثقيل وضيق شديد.
السبب الثالث: المراجعة انما تكون ضمن نطاق القانون، بينما المعاملة التي اعامل بها طوال هذه السنوات الست معاملة اعتباطية

لايوجد صوت