ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السادس عشر | 102
(87-109)

ينتقدونني، ليحببوا أنفسهم الى اهل الدنيا المرتابين مني؛ بينما اهل الدنيا وهم الدساسون قد حملوا تبرئة هؤلاء واجتنابهم مني محمل الرياء وانعدام الوجدان بدلاً من ان يحملوها محمل الحب والاخلاص لهم. لذا بدأوا ينظرون اليهم نظر الريب.
وانا اقول يا رفقائي في الآخرة!
لا تهربوا من خدمتي للقرآن العظيم؛ لأنه لا يلحقكم ضررٌ مني باذن الله.حتى لو وقع عليَّ الظلم، وأتت المصيبة، فلا يمكنكم أن تنجوا منها بالتبرئة مني، بل تستأهلون اكثر لأن تنزل بكم مصيبة أو تداهمكم لطمة تأديب.. ثم ماذا حدث حتى تنتابكم الريوب والاوهام؟.
المسألة الرابعة: في ايام منفاي هذه.. أرى أناساً ممن سقطوا في حمأة السياسة وابتلوا بالاعجاب بالنفس، ينظرون اليّ نظرة تتسم بالمنافسة والانحياز الى جهة. وكأنني مثلهم ذو علاقة مع تيارات دنيوية.
فيا أيها السادة! اعلموا انني في صف الايمان وفي تياره وحده، ويواجهني تيار الالحاد. ولا علاقة لي اصلاً بأي تيار آخر.
فالذي يتخذ وضع المنافس والمخالف لي، ويتعرض لي ويسبب ايلامي، ان كان ممن يعمل لقاء اجرة، ربما يجد شيئاً من العذر في تصرفاته هذه. ولكن الذي لا يعمل لقاء اجرة، وانما يقوم بمثل هذه المعاملات باسم الغيرة والحمية، فليعلم انه يرتكب خطأ ايّما خطأ، لأنه - كما اثبتناه سابقاً - لا علاقة لي قطعاً بالسياسة الجارية في الدنيا، فلقد نذرت حياتي وحصرت وقتي كله لنشر حقائق الايمان والقرآن، لذا فليفكر جيداً من يتعرض لي ويتخذ موقف المنافس، انه في حكم المتعرض للايمان في سبيل الزندقة والالحاد.
المسألة الخامسة: لما كانت الدنيا فانيةً.. والعمر قصيراً.. والواجبات كثيرة.. وان الحياة الأبدية تُكسب هنا، في الدنيا.. وهي ليست بلا مولى.. فللمضيف ربٌ كريم حكيم.. لا يضيّع جزاء السيئة ولا الحسنة.. ولا يكلّف نفساً الاّ وسعها.. وحيث ان السبيل السوي وما

لايوجد صوت