ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السابع عشر | 111
(110-114)

محبوبين بما يليق بالجنة.. وسيكونون مبعث سرور أبدي في احضان آبائهم وأمهاتهم الذين مضوا الى الجنة.. وسيكونون مداراً لتحقيق ألطف الاذواق الابدية للوالدين وهو حب الاطفال وملاطفة الاولاد.
وحيث أن كل شئ لذيذ موجود في الجنة، فلا صحة لقول مَن يقول: (لا وجود لمحبة الاطفال ومداعبتهم في الجنة لخلوها من التكاثر والتناسل). بل هناك الفوز العظيم بمحبة الاطفال وملاعبتهم بصفاء تام ولذة كاملة طوال ملايين السنين، من دون أن يشوبها ألمٌ ولا كدرٌ، بدلاً من محبتهم وملاعبتهم في عشر سنوات دنيوية قصيرة فانية مشوبة بالآلام. كل هذا تحققه الآية الكريمة بجملة ﴿وِلْدانٌ مُخَلَّدون﴾ فتصبح اكبر مدار لسعادة المؤمنين وتزفّ أعظم بشرى لهم.
النقطة الثانية:
كان هناك - ذات يوم - رجل كريم في السجن.. ألُحق به ولده الحبيب أيضاً. فكان يتألم كثيراً بمشقات عجزه عن تأمين راحة إبنه فضلاً عن مقاساته آلامه الشخصية.
بعث اليه الحاكم الرحيم احداً ليبلّغه: (أن هذا الطفل وإن كان إبنك إلاّ أنه واحد من رعيتي وأحد أفراد امتي، سآخذه منك لأربيه في قصر جميل فخم).. بدأ الرجل بالبكاء والحسرة والتأوه، وقال: (لا. لا اعطي ولدي ولا اسلّمه، إنه مدار سلواني!).
انبرى له اصدقاؤه في السجن: يا هذا لا داعي لأحزانك ولا معنى لتألمك. إن كنت تتألم لأجل الطفل فهو سيمضي الى قصر باذخ رحيب بدلاً من أن يبقى في هذا السجن الملوّث المتعفن الضيق. وان كنت متألماً لذات نفسك وتبحث عن نفعك الخاص، فان الطفل سيعاني مشقات كثيرة مع ضيق وألم شديدين فيما إذا بقي هنا لأجل أن تحصل على نفع مؤقت ومشكوك فيه! اما اذا ذهب الى هناك فسيكون وسيلة لألف نفع وفائدة لك، ذلك لأنه سيكون سبباً لدرّ رحمة الحاكم لك،

لايوجد صوت