ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب السابع عشر | 113
(110-114)

يقومان به من خدمة.
والآن. إن ذلك الخالق الرحيم الذي هو المالك الحقيقي للطفل - وله فيه تسع وتسعون وتسعمائة حصة ولوالده حصة واحدة - اذا ما أخذ بمقتضى رحمته وحكمته ذلك الطفل منك مُنهياً خدماتك له، فلا يليق بأهل الايمان أن يحزنوا يائسين ويبكوا صارخين بما يومئ الى الشكوى أمام مولاهم الحق صاحب الحصص الالف، مقابل حصة صورية. وانما هذا شأن أهل الغفلة والضلالة.

النقطة الرابعة:
لو كانت الدنيا أبدية أبد الآباد، ولو كان الانسان فيها خالداً مخلداً، أو لو كان الفراق أبدياً، إذن لكان للحزن الأليم والأسف اليائس معنىً ما. ولكن ما دامت الدنيا دار ضيافة فاينما ذهب الطفل المتوفى فكلنا - نحن وأنتم كذلك - الى هناك راحلون لا مناص.
ثم ان هذه الوفاة ليست خاصة به هو وحده، بل هي طريق يسلكه الجميع.
ولما لم يكن الفراق أبدياً كذلك، بل سيتم اللقاء في الأيام المقبلة في البرزخ وفي الجنة. لذلك ينبغي القول: الحكم لله.. إن لله ما اخذ وما أعطى، مع الاحتساب والصبر الجميل والشكر قائلين: الحمد لله على كل حال.
النقطة الخامسة:
إن الشفقة التي هي ألطف تجليات الرحمة الآلهية وأجملها وأطيبها واحلاها.. لهي أكسير نوراني، وهي أنفذ من العشق بكثير، وهي أسرع وسيلة للوصول الى الحق تبارك وتعالى.
نعم، مثلما أن العشق المجازي والعشق الدنيوي - بمشكلات كثيرة جداً - ينقلبان الى (العشق الحقيقي) فيجد صاحبه الله جل جلاله، كذلك

لايوجد صوت