ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثامن عشر | 116
(115-126)

يقولون! والجغرافية والعلوم الحاضرة تنكر ما يقولونه! وان لم تكن اقوالهم صواباً فكيف اصبحوا اولياء صالحين، اذ كيف يكون من ينطق بمثل هذه الاقوال المخالفة للواقع المشاهد والمحسوس والمنافية للحقيقة، من اهل الحق والحقيقة!.
الجواب: انهم من اهل الحق والحقيقة، وهم ايضاً اهل ولاية وشهود، فما شاهدوه فقد رأوه حقاً، ولكن يقع الخطأ في قسم من احكامهم، في مشاهداتهم في حالة الشهود التي لا ضوابط لها ولا حدود، وفي تعبير رؤيتهم الشبيهة بالرؤى التي لا حق لهم في التعبير عنها.
اذ كما لا يحق لصاحب الرؤيا التعبير عن رؤياه بنفسه، فذلك القسم من اهل الشهود والكشف ليس لهم الحق ان يعبروا عن مشاهداتهم في تلك الحالة، حالة الشهود. فالذي يحق له التعبير عن تلك المشاهدات انما هم ورثة الانبياء من العلماء المحققين المعروفين بالاصفياء. ولا ريب أن اهل الشهود هؤلاء عندما يرقون الى مقام الاصفياء سيدركون خطأهم بأنفسهم بارشاد الكتاب والسنة ويصححونها. وقد صححها فعلاً قسم منهم.
فاستمع الى هذه الحكاية التمثيلية لتوضيح هذه الحقيقة، وهي:
اصطحب راعيان من اهل القلب والصلاح فحلبا من غنمهما اللبن ووضعاه في اناء خشبي ووضعا الناي القصبي فوق حافتي الصحن. ثم شعر أحدهما بالنعاس، وما فتئ ان غلبه النوم، فنام واستغرق في نومه.
أما الثاني فقد ظل مستيقظاً يرقب صاحبه، واذا به يرى وكأن شيئاً صغيراً - كالذبابة - يخرج من أنف صاحبه النائم، ثم يمرق سريعاً ويقف على حافة الاناء ناظراً في اللبن ثم يدخل من فوهة الناي من احد طرفيه ويخرج من فوهة الطرف الآخر، ثم يمضي ويدخل في ثقب صغير تحت شجيرة مشوكة كانت بالقرب من المكان.
ثم يعود ذلك الشئ بعد مدة ويمضي في الناي أيضاً ويخرج من

لايوجد صوت