ليس بحراً حقيقياً، بل قد صار اناء اللبن الخشبي هذا في رؤياك كأنه البحر، وصار الناي كالجسر.. وهكذا..
وبناء على هذا المثال ينبغي التمييز بين العالم المادي والعالم الروحاني، فلو مزجا معاً، تأتي احكامهما خطأ ولا نصيب لها من الصحة.
ومثال آخر:
هب ان لك غرفة ضيقة، وضعت في جدرانها الاربعة مرايا كبيرة، تغطي كل مرآة الجدار كله، فعندما تدخل غرفتك ترى ان الغرفة الضيقة قد اتسعت واصبحت كالساحة الفسيحة، فاذا قلت:
- انني أرى غرفتي كساحة واسعة.. فانك لا شك صادق في قولك.
ولكن اذا حكمت وقلت:
- غرفتي واسعة سعة الساحة فعلاً.. فقد اخطأت في حكمك، لأنك قد مزجت عالم المثال - وهو هنا عالم المرايا - بعالم الواقع والحقيقة، وهو هنا عالم غرفتك كما هي فعلاً.
وهكذا تبين ان ماجاء على ألسنة بعض أهل الكشف، أو ما ورد في كتبهم حول الطبقات السبع للكرة الارضية من تصويرات من دون أن يزِنوا بياناتهم بموازين الكتاب والسنة لا تقتصر على الوضع المادي والجغرافي للارض. اذ قالوا:
ان طبقة من طبقات الارض خاصة بالجن والعفاريت ولها سعة مسيرة ألوف السنين. والحال ان الكرة الارضية التي يمكن قطعها في بضع سنين لا تنطوي على تلك الطبقات العجيبة الهائلة السعة.
ولكن لو فرضنا ان كرتنا الارضية كبذرة صنوبر في عالم المعنى وعالم المثال وفي عالم البرزخ وعالم الارواح، فان شجرتها المثالية التي ستنبثق منها وتتمثل في تلك العوالم ستكون كشجرة صنوبر ضخمة جداً بالنسبة لتلك البذرة. لذا فان قسماً من أهل الشهود