سبحانه لكون انتباهه منحصراً على وجود الكون.
نعم! أن الصراط المستقيم لهو طريق الصحابة والتابعين والأصفياء الذين يرون أن (حقائق الاشياء ثابتة) وهي القاعدة الكلية لديهم، وهم الذين يعلمون أن الأدب اللائق بحق الله سبحانه وتعالى هو قوله تعالى: ﴿ليس كمثله شيء﴾ (الشورى:11) أي انه منزّه عن الشبيه والتحيز والتجزؤ. وان علاقته بالموجودات علاقة الخالق بالمخلوقات، فالموجودات ليست أوهاماً كما يدعي أصحاب وحدة الوجود، بل هذه الاشياء الظاهرة هي من آثار الله سبحانه وتعالى.
اذن فليس صحيحاً قولهم (همه اوست) اي (لا موجود الا هو) وانما الصحيح (همه از اوست) اي (لا موجود الا منه) ذلك لأن الحادثات لا يمكن ان تكون القديم نفسه، أي ازلية.
ويمكن تقريب الموضوع الى الأذهان بمثالين:
الأول: لنفرض ان هناك سلطاناً، وان لهذا السلطان دائرة عدل، فهذه الدائرة تكون ممثلة لاسم (السلطان العادل). وان هذا السلطان في الوقت نفسه هو (خليفة) اذن فان له دائرة تعكس فيها ذلك الاسم. كما أن هذا السلطان يحمل أسم (القائد العام للجيش) لذا ستكون له دائرة عسكرية تظهر ذلك الاسم. فالجيش مظهر لهذا الاسم. والآن اذا قيل بأن هذا السلطان هو (السلطان العادل) فقط وانه لا توجد سوى دائرة العدل التي تعكس اسم السلطان الاعظم، ففي هذه الحالة تظهر بالضرورة بين موظفي دائرة العدل صفة اعتبارية - غير حقيقية - لأوصاف علماء دائرة الشؤون الدينية وأحوالهم، أي ينبغي ان يتصور صفة ظلية وتابعة وغير حقيقية لدائرة الشؤون الدينية بين موظفي دائرة العدل. وكذلك الحال بالنسبة للدائرة العسكرية، اذ لابد أن تظهر أحوالها ومعاملاتها بشكل ظلي وفرضي وغير حقيقي بين موظفي دائرة العدل وهكذا.
اذن ففي هذه الحالة فان اسم السلطان الحقيقي وصفة حاكميته الحقيقية (الحاكم العادل) وحاكميته في دائرة العدل، أما صفاته