ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثامن عشر | 124
(115-126)

﴿ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب﴾
اللّهم صل على من ارسلته رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين

 المسألة الثالثة:
وهي المسألة المهمة التي لا يمكن حلها بالعقل ولا كشفها بالحكمة والفلسفة.
قال تعالى: ﴿كلّ يومٍٍ هو في شأن﴾ (الرحمن:29)
﴿فعّالٌ لما يُريد﴾ (البروج:16)
سؤال:
ما سر هذه الفعالية المحيرة للالباب الجارية في الكائنات وما حكمتها؟ ولِمَ لا تستقر هذه الموجودات الدائبة في الحركة، بل تتجدد وتتغير؟
الجواب: ان ايضاح هذه الحكمة يحتاج الى الف صحيفة، فندع الايضاح جانباً ونحصر الجواب في غاية الاختصار في صحيفتين اثنتين فنقول:
ان شخصاً ما اذا ادى وظيفة فطرية، أو قام بمهمة اجتماعية، وسعى في انجازها سعياً حثيثاً، فلاشك أن المشاهد يدرك أنه لا يقوم بهذا العمل الاّ بدافعين:
الاول: هو المصالح والثمرات والفوائد التي تترتب على تلك الوظيفة والمهمة وهي التي تسمى بــ (العلة الغائية).
الثاني: ان هناك محبة، وشوقاً، ولذة يشعر بها الانسان اثناء ادائه لتلك الوظيفة، مما يدفعه الى القيام بها بحرارة وشوق، وهذا ما يسمى بـ (الداعي والمقتضي).
مثال ذلك: ان الاكل وظيفة فطرية يشتاق الانسان الى القيام بها بدافع من لذة ناشئة من الشهية، ومن بعدها فهناك انماء الجسم وادامة الحياة كنتيجة للاكل وثمرة له.
(ولله المثل الاعلى) فان الفعالية الجارية في هذا الكون الواسع

لايوجد صوت