ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثامن عشر | 122
(115-126)

الاخرى مثل (الخليفة) و (القائد العام للجيش)...الخ، فتبقى نسبية وغير حقيقية، بينما ماهية السلطان وحقيقة السلطنة تقتضيان هذه الاسماء جميعاً بصورة حقيقية، وان الأسماء الحقيقية تتطلب هي الاخرى دوائر حقيقية وتقتضيها.
وهكذا فان سلطنة الألوهية تقتضي وجود أسماء حسنى حقيقية متعددة لها، أمثال: الرحمن، الرزاق، الوهاب، الخلاق، الفعال، الكريم، الرحيم، وهذه الاسماء والصفات تقتضي كذلك وجود مرايا حقيقية لها.
والآن ما دام أصحاب وحدة الوجود يقولون (لا موجود الا هو) وينزلون الموجودات منزلة العدم والخيال فان اسماء الله تعالى أمثال: واجب الوجود، الموجود، الأحد، الواحد، تجد لها تجلياتها الحقيقية ودوائرها الحقيقية، وحتى ان لم تكن دوائر هذه الاسماء ومراياها حقيقية - واصبحت خيالية وعدمية - فلا تضر تلك الاسماء شيئاً، بل ربما يكون الوجود الحقيقي اصفى وألمع ان لم يكن في مرآته لون الوجود. ولكن في هذه الحالة لا تجد اسماء الله الحسنى الاخرى أمثال: الرحمن، الرزاق، القهار، الجبار، الخلاق، تجلياتها الحقيقية. بل تصبح اعتبارية ونسبية، بينما هذه الاسماء هي أسماء حقيقية كأسم (الموجود) ولا يمكن ان تكون ظلاً، وهي أصلية لا يمكن ان تكون تابعة.
وهكذا فان الصحابة والمجتهدين والأصفياء وأئمة أهل البيت عندما يشيرون الى أن (حقائق الأشياء ثابتة) يقرون بأن لأسماء الله تعالى تجليات حقيقية وان لجميع الأشياء وجوداً عرضياً أسبغه الله عليها بالخلق والايجاد، ومع أن هذا الوجود يعتبر وجوداً عرضياً وضعيفاً وظلاً غير دائم بالنسبة لوجود (واجب الوجود) الا أنه ليس وهماً وليس خيالاً، فان الله سبحانه وتعالى قد أسبغ على الاشياء صفة الوجود بتجلي اسمه (الخلاق) وهو يديم هذا الوجود.
المثال الثاني: لنفرض أن في هذه الغرفة أربع مرايا جدارية كبيرة موضوعة على جدرانها الاربعة، فصورة الغرفة ترتسم على

لايوجد صوت