التي تحير الالباب وتجعل العقول في غمرة اندهاش واعجاب انما تستند الى قسمين من الاسماء، وتجري نتيجة اظهار حكمتين اثنتين واسعتين بحيث ان كلا منهما لا يحدها حدود.
الحكمة الاولى:
ان اسماء الله الحسنى لها تجليات لا تحد ولا تحصر، فتنوع المخلوقات الى انواع لا تحصر ناشئ من تنوع تلك التجليات غير المحصورة. والاسماء بحد ذاتها لابد لها من الظهور اي تستدعي اظهار نقوشها، اي تقتضي مشاهدة تجليات جمالها في مرايا نقوشها واشهادها. بمعنى ان تلك الاسماء تقضى بتجدد كتاب الكون، اي تجدد الموجودات آناً فآناً، باستمرار دون توقف، اي ان تلك الاسماء تقتضي كتابة الموجودات مجدداً وببلاغة حكيمة ومغزى دقيق بحيث يظهر كل مكتوب نفسه امام نظر الخالق جل وعلا وامام انظار المطالعين من الموجودات المالكة للشعور ويدفعهم لقراءته.
السبب الثاني والحكمة الثانية:
كما ان الفعالية الموجودة في المخلوقات قاطبة نابعة من لذة ومن شهية ومن شوق، بل ان في كل فعالية منها لذة، بل كل فعالية هي بحد ذاتها نوع من اللذة.
(ولله المثل الاعلى) فهناك شفقة مقدسة مطلقة ومحبة مقدسة مطلقة تليقان به سبحانه وتلائمان غناه المطلق وتعاليه وتقدسه وتوافقان كماله المطلق. ثم ان هناك شوقاً مقدساً مطلقاً يليق به آت من تلك الشفقة المقدسة والمحبة المقدسة، وهناك سرور مقدس ناشئ من ذلك الشوق المقدس وهناك لذة مقدسة لائقة به - ان جاز التعبير - ناشئة من ذلك السرور المقدس، ثم ان الرحمة المطلقة النابعة من تلك اللذة المقدسة، وما ينشأ من المخلوقات قاطبة من رضى عام وكمال شامل من انطلاق استعداداتها من القوة الى الفعل وتكمّلها، ضمن فعالية القدرة.. فما ينشأ من كل هذا من رضى مقدس مطلق - ان جاز التعبير - وافتخار مقدس مطلق.. كل ذلك بما يليق ويخص الرحمن الرحيم سبحانه يقتضى فعالية مطلقة وبصورة لا تحد.