ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثامن عشر | 119
(115-126)

يرون أثناء سيرهم الروحاني طبقات الارض في عالم المثال واسعة سعة مهولة جداً، فيشاهدونها بسعة مسيرة ألوف السنين. فما يرونه صدق وحقيقة. ولكن لأن عالم المثال شبيه صورة بالعالم المادي، فهم يرونهما - أي العالمين كليهما - ممزوجين معاً. فيعبّرون عما يشاهدون كما هو. ولكن لأن مشهوداتهم غير موزونة بموازين الكتاب والسنة ويسجلونها كما هي في كتبهم عندما يعودون الى عالم الصحو، فان الناس يتلقونها خلاف الحقيقة. اذ كما ان الوجود المثالي لقصر عظيم وحديقة فيحاء تستوعبه مرآة صغيرة، كذلك سعة الوف السنين من العالم المثالي، والحقائق المعنوية تستوعبها مسافة سنة من العالم المادي.






خاتمة
يُفهم من هذه المسألة:
ان درجة الشهود أوطأ بكثير من درجة الايمان بالغيب. أي ان الكشفيات التي لا ضوابط لها لقسم من الاولياء المستندين الى شهودهم فقط، لا تبلغ أحكام الاصفياء والمحققين من ورثة الانبياء الذين لا يستندون الى الشهود بل الى القرآن والوحي، فيصدرون احكامهم حول الحقائق الايمانية السديدة. فهي حقائق غيبية الا انها صافية لا شائبة فيها. وهي محددة بضوابط، وموزونة بموازين.
اذن فميزان جميع الاحوال الروحية والكشفيات والاذواق والمشاهدات انما هو: دساتير الكتاب والسنة السامية، وقوانين

لايوجد صوت