استجب لسعد اذا دعاك(2). فكان مستجاب الدعوة يرهب الناس من دعائه عليهم.
(وقال لابي قتادة: افلح وجهُك، اللّهم بارك له في شَعره وَبَشَره. فمات وهو ابن سبعين سنة وكأنه ابن خمس عشرة سنة)(3). وقد اشتهرت هذه الرواية الثابتة.
وعندما أنشد الشاعر المشهور النابغة بين يديه y :
بَلَغنا السما في مجدنا وسَنائِنا وإنّا نريد فوق ذلك مظهراً
قال له الرسول y: الى اين يا أبا ليلى؟ قال: الى الجنة يا رسول الله.
ثم أنشد قصيدة اخرى تحمل معاني جليلة، فقال الرسول y: (لا يَفْضُض الله فاك) (فما سقطت له سن، وكان احسن الناس ثغراً، اذا سقطت له سنٌ نبتت له اخرى. وعاش عشرين ومائة. وقيل اكثر من هذا)(4).
وفي رواية صحيحة انه y دعا لعلي رضي الله عنه، فقال: اللّهم
--------------------------------------------------------------------------------------
(2) صحيح: رواه الترمذي في المناقب (3752، 5/ 649) باب مناقب سعد بن ابي وقاص. ورواه ابن حبان في صحيحه (برقم 12215) والحاكم (3/ 499) وصححه ووافقه الذهبي. ورواه ابن ابي عاصم في السنة (138 ب) وابو نعيم في الحلية (1/ 93) وفي الدلائل (3/ 206) واخرجه ابن سعد (3/ 142) بغير هذا السند (المشكاة 3/ 251 برقم 6116) و (تحفة الاحوذي 3835، 10/ 253 - 254) (فضائل الصحابة 2/ 750 برقم 1038) (جامع الاصول 10/ 16 برقم 6535) قال المحققون الثلاثة: اسناده صحيح.
(3) الـشفا (1/ 327). رواه البيهقي في الدلائل (الخفاجي 3/ 128).
(4) على القارئ (1/ 661). والاصل مشابه لعلي القاري والخفاجي. وفي الاصابة:
بلغنا السما مجدُنا وجــدودنا وانا لنبغي فوق ذلك مظهراً
وكذا في اخبار اصبهان لأبي نعيم، ومسند الحارث (2/6) وقد اخرج بعضه البزار والحسن بن سفيان في مسنديهما كلهم من طريق يعلى بن الاشدق، وهو ساقط الحديث لكنه توبع، كذا في الاصابة، واما سند الحارث ففيه من لم يُسمَّ (المطالب العالية رقم 4065) (الاصابة رقم 8639) وقد ذكر ان الحديث رواه الشيرازي في الالقاب وذكر للحديث طرق اخرى. وذكر سياق الحديث ابن كثير في البداية والنهاية (6/ 168) وعزاه للحافظ ابو بكر البزار والبيهقي من طريق اخرى، زاد فيها بعد ذكره لسياق الحديث قول النبي y: أجدت لا يفضض الله فاك. قال يعلى: فلقد رأيته ولقد اتى عليه نيفٌ ومائة سنة وما ذهب له سن.