ينزل، وهذه الروايات ثابتة بلغت حد التواتر. وقد ذكرنا آنفاً: انه اصاب الناس عطش في السفر، فكان السحاب يتراكم في كل مرة يحتاجون الى الماء فيسقوا ثم يقلع.
بل كان دعاؤه y يستجاب حتى قبل النبوة، فكان عبد المطلب جد النبي y يستسقى بوجهه الكريم في صباه، فكان المطر ينزل، وقد اشتهرت هذه الحادثة حتى ذكرها عبد المطلب في بعض اشعاره.
ولقد استسقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالعباس عم النبي بعد وفاته y فقال: (اللّهم إنا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانّا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا، قال فيسقون)(1).
وروى الشيخان ان الرسول y سئل ان يغيثهم الله بالمطر (فدعا y في الاستسقاء فسقوا ثم شكوا اليه المطر فدعا فصحوا)(1).
المثال الثاني:
وردت رواية مشهورة قريبة من التواتر انه y حينما كان المؤمنون قلة ويكتمون ايمانهم وعبادتهم (دعا بعزّ الاسلام بعمر رضي الله عنه أو بابي جهل فاستجيب له في عمر) اذ قال: (اللّهم اعزّ الاسلام بابي جهل بن هشام او بعمر بن الخطاب، فأصبح فغدا عمر على رسول الله y فأسلم)(2) فكان سبباً لعزّ الاسلام ولذلك دُعي بالفاروق.
--------------------------------------------------------------------------------------------
(1) حديث الاستسقاء بالعباس رواه البخاري (2/ 35) كتاب الاستسقاء(5/ 25) باب مناقب الصحابة.
(1) الشفا (1/ 327). رواه الشيخان (على القارى 1/ 66).
(2) صحيح: رواه الترمذي (3684) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر، وأقره محقق المشكاة (6036) فوهم لأن الرواية التي في المشكاة عن ابن عباس قال فيها الترمذي (3766 تحفة الاحوذي): هذا حديث غريب من هذا الوجه. وحديث ابن عباس اخرجه احمد في المسند كما قال صاحب تحفة الاحوذي، وحديث ابن عمر عزاه محقق جامع الاصول (7428) لأحمد وابن سعد في الطبقات والبيهقي في دلائل النبوة. وصححه ابن حبان. وحديث ابن عمر وابن عباس حسنهما محقق جامع الاصول.