ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المقام الثاني | 352
(340-376)

وهل من الممكن أن مَن يحبب نفسه الى ذوي الشعور بانواع نعمه التي لاتعد ولاتحصى، ويعّرف نفسه اليهم بما لايحد من معجزات صنعته ثم يدع شكرهم وعباداتهم وحمدهم ومحبتهم ومعرفتهم ورضاهم الى الاسباب والطبيعة، ولايهتم بها فيدفعهم الى انكار حكمته المطلقة ويهوّن من شأن سلطان ربوبيته وينزّلها الى دركة العدم؟ كلا حاشلله مائة الف مرة.
وهل يمكن أن يكون شريكاً من يعجز عن خلق الربيع وعن ايجاد الثمرات كلها وعن خلق ثمرة التفاح ـ المتحدة في العلامات ـ على الارض كافة..في الحمد مع المحمود المطلق سبحانه بأن يخلق تفاحة واحدة منها ويقدمها نعمةً الى احدهم، ويحصل على شكره؟ حاشَ لله وكلا.. لأن الذي يخلق التفاحة الواحدة هو خالق ثمرة التفاح في العالم كله. اذ السكة واحدة والعلامة واحدة. ثم ان الذي خلق التفاح كله في العالم هو الذي اوجد الحبوب والثمرات التي هي محور الرزق. بمعنى: ان من ينعم اصغر نعمة جزئية على اصغر كائن حي جزئي، هو خالق العالم، وهو الرزاق الجليل لاغيره، لذا فالحمد والشكر يخصانه وحده. وان حقيقة العالم تقول دائماً بلسان الحق:
له الحمد من كل احدٍ من الازل الى الابد.
 الكلمة السادسة: [ يحيي]
اي انه هو الذي يهب الحياة، فهو اذن وحده خالق كل شئ، لان الحياة هي روح الكون ونوره وخميرته ونتيجته وخلاصته. فمن وهب الحياة واعطاها فهو خالق الكون جميعاً، وهو المحيي الحي القيوم. نشير الى برهان عظيم لمرتبة التوحيد هذه بالآتي:
اننا نشاهد خيماً منصوبة على ارجاء الارض كافة لجيش ذوي الحياة العظيم، ونشاهد ايضاً ان جيشاً حديثاً من جيوش لاتعد ولاتحصى للحي القيوم يأتي من عالم الغيب ويتسلم اعتدته وتجهيزاته كل ربيع.

لايوجد صوت