ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المقام الثاني | 350
(340-376)

في هذا البستان العظيم، كل منها يقول بلسانه الخاص، وجميعها تقول معاً:
نحن معجزات قدرة قدير جليل، نشهد على وحدانية خالق حكيم وصانع قدير.
وفي رياض العالم هذا ننظر الى الارض نرى انها كروضة نثرت فيها مئات الالاف من طوائف النباتات ذات الالوان الزاهية والاشكال الجميلة، وانتشرت فيها مئات الآلاف من انواع الحيوانات المتنوعة. فجميع تلك النباتات الزاهية والحيوانات المزينة في روضة الارض، تعلن بصورها المنتظمة وباشكالها الموزونة:
نحن معجزات صانع واحد حكيم وخوارقه وادلاء على وحدانيته وشهداء عليها.
وكذا ننظر الى قمم الاشجار في تلك الروضة البهية نرى أن ثمارها وازاهيرها مخلوقة بمنتهى العلم والحكمة وبغاية الكرم واللطف والجمال.. فكل تلك الثمرات والازاهير الجميلة تعلن باشكالها والوانها المتنوعة، بلسان واحد:
نحن معجزات هدايا رحمن ذي جمال، وخوارق عطايا رحيم ذي كمال.
فما في بستان العالم من اجرام وموجودات ومافي روضة الارض من نباتات وحيوانات، وما على قمم الاشجار من ازاهير وثمرات يشهد، بل يعلن بصوت عالٍ رفيع:
ان خالقنا ومصوّرنا ـ الذي أهدانا اليكم ـ القادر ذو الجمال والحكيم الكريم، قدير على كل شئ، لايصعب عليه شئ، لايخرج عن دائرة قدرته شئ قط. فالنجوم والذرات سواء بالنسبة الى قدرته، والكلي سهلٌ عليها كالجزئي، والجزء نفيس كالكل، واكبر شئ يسيرٌ عليه كأصغره، والصغير متقن الصنع كالكبير، وربما الصغير أبدع اتقاناً من الكبير. فجميع الوقوعات الماضية التي هي عجائب قدرته،

لايوجد صوت