ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المقام الثاني | 354
(340-376)

﴿الله لا إله الاّ هوَ الحيُّ القيّوم لاتَأخُذهُ سِنةٌ ولانومٌ لهُ ما في السّموات وما في الارضِ مَن ذا الذي يَشفَعُ عندهُ إلاّ بإذنِهِ يعلمُ ما بينَ ايديهم وما خَلفَهُم ولايُحيطونَ بشَيءٍ من علمهِ الاّ بما شاءَ وسِعَ كُرسيُّهُ السّمواتِ والارض ولايَؤدُهُ حفظُهُما وهو العَليُّ العظيم﴾ (البقرة :255)
 الكلمة السابعة: [ ويميت]
اي انه هو الذي يهب الموت، اي كما انه واهب الحياة، فهو الذي يسلبها ويمنح الموت كذلك.
نعم؛ الموت ليس تخريباً وانطفاءً كي يسند الى الاسباب، ويحال على الطبيعة، بل الموت مهما يبدو ظاهراً انحلالاً وانطفاءً الاّ انه في الحقيقة مبدأ ومقدمة لحياة باقية للانسان وعنوان لتلك الحياة، مثلما تضمر البذرة تحت الارض وتموت ظاهراً الا انها تمضي باطناً من حياة البذرة الجزئية الى حياة السنبل الكلية.
لذا فان القدير المطلق الذي يهب الحياة ويديرها هو الذي يخلق الموت بلاريب.
نشير الى برهان عظيم لمرتبة التوحيد العظمى التي تتضمنها هذه الكلمة فنقول:
لقد بينا في النافذة الرابعة والعشرين من (المكتوب الثالث والثلاثين ):
ان هذه الموجودات سيالة بالارادة الإلهية.. وان هذه الكائنات سيارة بالامر الرباني..وان هذه المخلوقات تجري باستمرار في نهر الزمان باذن الله، وتُرسل من عالم الغيب ويُخلع عليها الوجود الظاهري في عالم الشهادة، ثم تنزل بانتظام على عالم الغيب. فتأتي دوماً من المستقبل بالامر الإلهي وتمر على الحال الحاضرة وتتنفس فيها ثم تصب في الماضي.. فسيلان هذه المخلوقات في دائرة الرحمة والاحسان يتم باسلوب في منتهى الحكمة، وسيرانها ضمن دائرة

لايوجد صوت