ذلك بقوله تعالى ﴿انما أمره اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون﴾ (يس:82).
سنبيّن خمساً من الاسرار غير المحدودة لهذه الحقيقة العظمى وذلك في خمس نكاتٍ:
اولاها:
ان أعظم شئ سهل ويسير على القدرة الإلهية كأصغر شئ، فايجاد نوع من الاحياء بجميع أفراده سهل كايجاد فرد واحد. وخلق الجنة الواسعة يسير عليها كيسر خلق الربيع. وخلق الربيع سهل كسهولة خلق زهرة واحدة.
ولقد أوضحنا هذا السر في اواخر الكلمة العاشرة، وفي بيان الاساس الثاني من الكلمة التاسعة والعشرين وذلك في ستةٍ من الاسرار التمثيلية، وهي: سر النورانية وسر الشفافية وسر المقابلة وسر الموازنة وسر الانتظام وسر الطاعة وسر التجرد.. واثبتنا هناك؛ بان النجوم والذرات سيّان في السهولة ازاء القدرة الإلهية وانها تخلق افراداً غير محدودين بسهولة خلق الفرد الواحد بلا تكلف ولامعالجة.
ولما كانت هذه الاسرار الستة قد وضحت في تلكما الكلمتين، نختصر الكلام هنا، ونحيل اليهما.
ثانيتها:
ان الدليل القاطع والبرهان الساطـع على ان كل شـئ سـواء بالنسبة الى القدرة الإلهية، هي اننا نشاهد بأعيننا ان في ايجاد الحيوانات والنباتات منتهى الاتقان وغاية حسن الصنعة ضمن سخاء مطلق وكثرة مطلقة.
ويشاهد فيها ايضاً منتهى الامتياز والتفريق ضمن منتهى الاختلاط والامتزاج.
ويشاهد فيها ايضاً منتهى القيمة الراقية في الصنعة وجمال الخلقة ضمن منتهى الوفرة والوسعة.