ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المقام الثاني | 361
(340-376)

وكذا السهولة المطلقة في ايجاد الاشياء وابداعها بيسر تام تدل على علم كامل، لان اليسر في عمل ما والسهولة في ايجاد وضعٍ ما، يتناسبان مع مدى العلم والمهارة، اذ كلما زاد العلم سهُل العمل.
فبناء على هذا السر ننظر الى الموجودات فنرى ان كلاً منها معجزة من معجزات الصنعة والابداع، وانها توجد ايجاداً محيراً للالباب، في منتهى اليسر والسهولة، وبلا تكاليف ولاتكلف وفي اقصر وقت وفي أتم صورة معجزة. بمعنى ان هناك علماً لايحد له حدود بحيث يؤدي الى هذا العمل بسهولة مطلقة.
وهكذا فالامارات المذكورة وامثالها من ألوف العلامات الصادقة تدل على ان الرب الجليل الذي يدبّر شؤون الكون ويصرّف اموره، له علم محيط بكل شئ. فهو الذي يحيط علمه بجميع شؤون الشئ ويأتي عمله فيه وفق ذاك.
وحيث ان رب العالمين له علم كهذا فلابد انه يرى الانسان ايضاً واعمال الانسان كذلك ويعلم مايليق به وما يستحقه فيعامله بمقتضى حكمته ورحمته.
فيا ايها الانسان! عُد الى رشدك، وتدبّر في عظمة من يعلم بحالك ويراقبك. اعلم ذلك وانتبه!.
واذا قيل:
ان العلم وحده لايكفي، فالارادة ضرورية ايضاً، اذ إن لم تكن الارادة موجودة فلايكفي العلم وحده!.
الجـواب: الموجودات كلها تدل على علم محيط وتشهد له، كذلك تدل على الارادة المطلقة لذلك العليم بكل شئ وذلك؛
ان اعطاء تشخص في غاية الانتظام لكل شئ، ولاسيما لكل ذي حياة، باحتمال معين من بين احتمالات كثيرة جداً ومختلطة، بطريق منتج من بين طرق كثيرة جداً وعقيمة، وهو الذي يتردد ضمن

لايوجد صوت