ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المقام الثاني | 360
(340-376)

نعم، تصوير الاشياء على اختلافها تصويراً منتظماً، وتشكيل كل شئ بشكل مخصوص به وملائم لوجوده ولمصالح حياته، انما يكون بعلم محيط، لاغير.
وكذا ارسال الرزق لجميع ذوي الحياة - من حيث لايحتسب - وفي الوقت المناسب، وبشكل ملائم لكل واحد منها، انما يكون بعلم محيط؛ لان الذي يرزق لاريب انه يعلم حال من يحتاج الى الرزق ويعرفه ويعلم بوقت رزقه ويدرك حاجاته، ثم يرزقه على افضل صورة.
وكذا وفاة جميع ذوي الحياة بآجالها المعقودة بقانون من التعيّن - مع تسترها بعنوان الإبهام - تدل على علم محيط بكل شئ، لان اجل كل طائفة من طوائف ذوي الحياة معيّن في زمن محدود بين حدّين، وان كان لايشاهد ظاهراً وقتٌ معين لحلول آجال افرادها. لذا فالحفاظ على نتاج ذلك الشئ وثمرته ونواته بعد حلول اجله يديم وظيفته عقبه، ويحول تلك الثمرات والنوى الى حياة جديدة، انما يدل على ذلك العلم المحيط ايضاً.
وكذا ألطاف الرحمة السابغة على الموجودات كلها، كل بما يليق به، انما تدل على علم محيط ضمن رحمة واسعة، لان الذي يربّي اطفال ذوي الحياة وصغارها باللبن ويغيث النباتات الارضية المحتاجة الى الماء بالغيث، لابد انه يعرف اولئك الصغار ويعلم بحاجاتهم ويرى تلك النباتات ويدرك ضرورة المطر لها، ومن بعد ذلك يرسله اليها.
وهكذا تدل جلواتٌ لاتحد لرحمته الواسعة سبحانه والمكللة بالعناية والحكمة، على علم محيط.
وكذا ما في اتقان الصنعة للاشياء كلها من اهتمام بالغ وتصوير بديع وتزيين فائق يدل على علم محيط. لان انتقاء وضع منتظم حكيم مزيّن بديع من بين ألوف الاوضاع المختلفة المحتملة انما يكون بعلم نافذ، فهذا النوع من الانتقاء في الاشياء كلها يدل على علم محيط.

لايوجد صوت