ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المقام الثاني | 359
(340-376)

عن نور علم ذلك العليم الجليل سبحانه. وذلك لوجود الحضور، اي: ان كل شئ ضمن دائرة نظره سبحانه، ويقابله، وضمن دائرة شهوده جلّ وعلا، وان علمه نافذ في كل شئ.
فلئن كان شعاع هذه الشمس الجامدة، ونور هذا الانسان العاجز، وشعاع الاشعة السِّينيّة التي لاتملك شعوراً، وامثالها من الاشعة.. اقول: لئن كانت هذه الاشعة وهي حادثة، ناقصة، عارضة، تشاهد أنوارها كلَّ ما يقابلها وتنفذ فيه، فكيف بنور العلم الازلي، الواجب، المحيط، الذاتي.
اذاً.. لابد ان لايتستر عنه شئ قط ولايبقى شئ خارجه قطعاً.
وفي الكون من العلامات والآيات المبثوثة مالايعد ولايحصى كلها تشير الى هذه الحقيقة، نورد منها ما يأتي:
ان جميع الحِكَم المشاهدة في الموجودات تشير الى ذلك العلم المحيط، لان انجاز العمل بحكمة انما يكون بالعلم.
وكذا العناية والتزيين في الموجودات تشيران ايضاً الى ذلك العلم المحيط، لان الذي يعمل باللطف والعناية، لابد أنه يعلم، وانه يعمل بعلم.
وكذا كل موجود من الموجودات المنتظم الموزون بميزان دقيق، وكل هيئة من هيئاتها الموزونة والمقدّرة ايضاً، تشير الى ذلك العلم المحيط، لان اداء العمل بانتظام يكون بالعلم.
وكذا جميع العنايات والتزيينات تشير الى ذلك العلم. لأن الذي يخلق مصنوعاته بمكيال وميزان وتقدير واتقان، لاشك انه يعمل ما يشاء مستنداً الى علم قوي.
وكذا جميع المقادير المنتظمة المشاهدة في الموجودات كلها، والاشكال التي فصّلت على وفق الحكم والمصالح، والهيئات المنتجة، والاوضاع المثمرة التي نظّمت على وفق دساتير القضاء وضوابط القدر، انما تدل على علم محيط.

لايوجد صوت