ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المقام الثاني | 358
(340-376)

وانت الغني المطلق، اذ نحن الفقراء يسلـّم الى يد فقرنا غنى يصل الى مالانقدر عليه، فانت الغني وانت الوهاب.
وانت الحي الباقي، اذ نحن نموت، نرى جلوة حياة دائمة في موتنا وحياتنا.
وانت الباقي، اذ نحن فانون ، نرى دوامك وبقاءك في فنائنا وزوالنا.
وانت المجيب وانت المعطي، اذ نحن والموجودات كلها نسأل بألسنة اقوالنا واحوالنا ونصرخ ونتضرع ونستغيث، فتتحقق مطالبنا، وتنفذ رغباتنا، وتوهب مقاصدنا. فانت المجيب يا الهي...).
وهكذا تناجي جميعُ الموجودات جزئيّها وكليها ربَّها كـ (أويس القرني) مناجاة معنوية، وكل منها تؤدي وظيفة المرآة، ويعلن كل موجودبعجزه وفقره وتقصيره قدرة الله وكماله سبحانه.
 الكلمة التاسعة: [ بيده الخير]
اي ان الخيرات كلها بيده، الحسنات كلها في سجله، الآلاء كلها في خزينته، لذا من يريد الخير فليسأله منه، ومن يرغب في الاحسان فليتضرع اليه.
نشير الى امارات دليلٍ واسع جداً ولمعاته من ادلة العلم الإلهي التي لاتحصى، اظهاراً لحقيقة هذه الكلمة بجلاء. فنقول:
ان الصانع الجليل الذي يوجد ويتصرف بأفعاله الظاهرة في هذا الكون، له علم محيط بكل شئ، وان ذلك العلم خاصّة لازمة ضرورية لذاته الجليلة، محال انفكاكه عنها، اذ كما لايتصور وجود ذات الشمس بلا ضياء، كذلك الصانع الجليل الذي اوجد هذه الموجودات بانتظام رائع ـ لا يمكن بالوف المرات ـ ان ينفك علمه عنه.
فهذا العلم المحيط بكل شئ ضروري لتلك الذات الجليلة، فهو ضروري ايضاً لكل شئ من حيث التعلق. اي: لايمكن ان يتستر ويتخفى عنه اي شئ كان بأي حال من الاحوال. اذ كما لايمكن ان لاترى الاشياء المبثوثة على سطح الارض الشمس وهي التي تقابلها دون حجاب، كذلك لايمكن بل محال بالوف المرات ان تتستر الاشياء

لايوجد صوت