ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 471
(470-496)

يخرج منه السمك المسمى بالمرجان ـ والى البحر الابيض والبحر الاحمر وقناة السويس، والى بحار المياه العذبة والمالحة، والى بحار المياه الجوفية العذبة المتفرقة والبحار المالحة التي على ظهر الارض المتصل بعضها ببعض وما يسمى بالبحار الصغيرة العذبة من الانهار الكبيرة كالنيل ودجلة والفرات، والبحار المالحة التي يختلط معها.
كل هذه الجزئيات موجودة ضمن معاني تلك الآية الكريمة، وجميع هذه الجزئيات تصح ان تكون مرادة ومقصودة، فهي معانٍ حقيقية للآية الكريمة ومعانٍ مجازية.
وهكذا فان ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ ايضاً جامعة لحقائق كثيرة جداً مثلما ذكر، وان اهل الكشف والحقيقة يبينونها بيانات متباينة حسب كشفياتهم.
وانا افهم من الآية الكريمة الآتي:
ان في السماوات الوفاً من العوالم، ويمكن ان يكون كل نجم في مجموعته، عالماً بذاته، وان في الارض ايضاً كل جنس من المخلوقات كذلك عالم بذاته، حتى ان كل انسان عالم صغير، فكلمة ﴿رب العالمين﴾ تعني: ان كل عالم يدار ويربىّ ويدبّر شؤونه بربوبيته سبحانه وتعالى مباشرة.
 ثالثاً: لقد قال الرسولy:(اذا أراد الله بقوم خيراً أبصرهم بعيوب أنفسهم)(1) وقد قال سيدنا يوسف عليه السلام في القرآن الكريم: ﴿وما أُبرىء نفسي ان النفس لأمارة بالسوء﴾(يوسف:53).
نعم، ان من يعجب بنفسه ويعتدّ بها شقي، بينما الذي يرى عيب نفسه محظوظ سعيد، لذا فأنت سعيد يا أخي. ولكن قد يحدث احياناً ان تنقلب النفس الامارة الى نفسٍ لوامة او مطمئنة، إلاّ انها تسلّم اسلحتها واعتدتها الى الاعصاب والعروق فتؤدي الاعصاب والعروق هذه 
-----------------------------------------------------------------
(1) وردت احاديث كثيرة بهذا المعنى نذكر منها: حديث (اذا اراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين وزهّده في الدنيا وبصّره بعيوبه) رواه البيهقي عن أنس. انظر كشف الخفاء للعجلوني (1/81).ــ المترجم.

لايوجد صوت