ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 472
(470-496)

تلك الوظيفة الى نهاية العمر، ورغم موت النفس الامارة منذ مدة طويلة فان آثارها تظهر ايضاً، فهناك كثير من الاولياء والاصفياء العظام شكَوا من النفس الامارة رغم ان نفوسهم مطمئنة، واستغاثوا بالله من امراض القلب رغم ان قلوبهم سليمة ومنوّرة جداً. فهؤلاء الافاضل لايشكون من النفس الامارة، بل من وظيفتها التي أُودعت الى الاعصاب. اما المرض فليس قلبياً، بل مرض خيالي، والذي يشن عليكم الهجوم ياأخي ليس نفسك ولا أمراض قلبك، بل هي حالة كما ذكرناها انتقلت الى الاعصاب لأجل دوام المجاهدة واستمرارها الى نهاية العُمُر ـ حسب مقتضى البشرية ـ والتي تسبب رقياً دائماً.

المسألة الثانية
ان اجزاء رسائل النور تتضمن الاجابة عن ثلاث مسائل، كان العالم القديم قد سأل عنها وفيها ايضاحاتها، الا اننا نشير هنا اليها باجمال فحسب:
السؤال الأول:
ماذا يعني محي الدين بن عربي عندما قال في رسالته الموجهة الى فخر الدين الرازي(1): (ان معرفة الله غير معرفة وجوده) وما قصده منه؟
اولاً: ان ما قرأتَ له من المثال الموجود في الفرق بين التوحيد الحقيقي والتوحيد العامي المذكور في الكلمة الثانية والعشرين يشير الى المقصود من السؤال، ويوضحه اكثر ما جاء في الموقف الثاني والثالث 
----------------------------------------------------------
(1) فخر الدين الرازي : 544 - 606 هـ / 1150 – 1210 م هو محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري، الامام المفسر . أوحد زمانه في المعقول والمنقول وعلوم الاوائل وهو قرشي النسب. اصله من طبرستان، ومولده في الريّ واليها نسبته. توفي في هراة سنة 606 هـ .من تصانيفه (مفاتيح الغيب) ثماني مجلدات في تفسير القرآن الكريم و(لوامع البيان في شرح اسماء الله تعالى والصفات) .[من الاعلام 6/313 وفيات الاعيان 1/474 مفتاح السعادة 1/445 لسان الميزان 4/426 البداية والنهاية 13/55 طبقات الشافعية 5/33] - المترجم.

لايوجد صوت