ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 474
(470-496)

در نظر هوشيار هر ورقي دفتريست أز معرفت كردطار
ولقد شبهنا في كلمات اخرى من رسائل النور لبيان الفروق بين الذين يستلهمون نهجهم من القرآن الكريم - ذلك المنهج الأقوم - والذين يسلكون نهج علماء الكلام بمثال هو:
انه لأجل الحصول على الماء، هناك من يأتي به بوساطة انابيب من مكان بعيد يحفره في اسفل الجبال. وآخرون يجدون الماء اينما حفروا ويفجرونه اينما كانوا. فالأول سير في طريق وعر وطويل والماء معرض فيه للانقطاع والشحة. بينما الذين هم أهل لحفر الآبار فانهم يجدون الماء اينما حلوا دونما صعوبة ومتاعب.
فعلماء الكلام يقطعون سلسلة الاسباب باثبات استحالة الدور والتسلسل(1) في نهاية العالم، ومن بعده يثبتون وجود واجب الوجود.
أما المنهج الحقيقي للقرآن الكريم فيجد الماء في كل مكان ويحفره اينما كان. فكل آية من آياته الجليلة كعصا موسى تفجر الماء اينما ضربت. وتستقرئ كل شئ القاعدة الآتية:
وفي كل شئ له آية تدل على أنه واحد
ثم ان الايمان لا يحصل بالعلم وحده، اذ ان هناك لطائف كثيرة للانسان لها حظها من الايمان فكما ان الأكل اذا ما دخل المعدة ينقسم ويتوزع الى مختلف العروق حسب كل عضو من الاعضاء، كذلك المسائل الايمانية الآتية عن طريق العلم اذا ما دخلت معدة العقل والفهم، فان كل لطيفة من لطائف الجسم - كالروح والقلب والسر والنفس وامثالها - تأخذ منها وتمصها حسب درجاتها. فان فقدت لطيفة من اللطائف غذاءها المناسب، فالمعرفة اذن ناقصة مبتورة، وتظل تلك اللطيفة محرومة منها.
وهكذا ينبه ابن عربي فخر الدين الرازي الى هذه النقطة ويلفت

لايوجد صوت