ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 476
(470-496)

ويلزمها ومضطر الى تعلم كل شئ، فهو (جهول) بالصيغة المبالغة لأنه محتاج الى مالايحدّ من الاشياء.
اما الحيوان؛ فعندما يفتح عيونه الى الحياة، فانه لايحتاج الاّ الى اشياء قليلة، فضلاً عن انه يتعلم شروط حياته في شهر او شهرين او في يوم او يومين بل ربما في ساعة او ساعتين، وكأنه قد اكتمل في عالم آخر ثم أتى الى هنا. بينما الانسان لايتمكن من أن يقف منتصباً معتمداً على نفسه الاّ بعد سنة او سنتين، ولايعرف نفعه من ضره الاّ بعد خمس عشرة سنة.
فالمبالغة في (جهولاً) تشير الى هذا ايضاً.
المسألة الرابعة
تسألون ياأخي عن حكمة الحديث الشريف:(جددوا ايمانكم بـلا إله الاّ الله)(1) فقد ذكرناها في كثير من (الكلمات). والآن نذكر حكمة منها:
ان الانسان لكونه يتجدد بشخصه وبعالمه الذي يحيط به فهو بحاجة الى تجديد ايمانه دائماً، لأن الانسان الفرد ما هو الاّ افراد عديدة، فهو فرد بعدد سني عمره، بل بعدد ايامه، بل بعدد ساعاته حيث أن كل فرد يعد شخصاً آخر، ذلك لان الفرد الواحد عندما يجري عليه الزمن يصبح بحكم النموذج، يلبس كل يوم شكل فرد جديد آخر. 
----------------------------------------------------------
(1) (جددوا ايمانكم. قيل: يا رسول الله كيف نجدد ايماننا؟ قال: اكثروا من قول لا إله الاّ الله) رواه احمد والحاكم والنسائي والطبراني بسند حسن عن ابي هريرة. (كشف الخفاء للعجلوني). واورده المنذري في الترغيب والترهيب 2/415 وقال رواه احمد والطبراني واسناد احمد حسن. واورده الهيثمي في المجمع 1/ 52 وقال: رواه احمد واسناده جيد، وفيه سمير بن نهار وثقه ابن حبان، وقال في موضع آخر. 10/82 رواه احمد والطبراني ورجال احمد ثقات. أهــ. واخرجه احمد في المسند 2/359 والحاكم في المستدرك 4/256 وقال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي: صدقة ضعفوه. وفي سنده ايضاً سمير بن نهار قال الذهبي في الميزان 2/434 سمير بن نهار عن ابي هريرة نكرة.

لايوجد صوت