ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 477
(470-496)

ثم ان الانسان مثلما يتعدد ويتجدد هكذا. فان العالم الذي يسكنه سيار ايضاً لايبقى على حال. فهو يمضي ويأتي غيره مكانه، فهو في تنوع دائم، فكل يوم يفتح باب عالم جديد.
فالايمان نور لحياة كل فرد من افراد ذلك الشخص من جهة كما انه ضياء للعوالم التي يدخلها. وما (لا اله الاّ الله) الا مفتاح يفتح ذلك النور.
ثم ان الانسان تتحكم فيه النفس والهوى والوهم والشيطان وتستغل غفلته وتحتال عليه لتضيق الخناق على ايمانه، حتى تسد عليه منافذ النور الايماني بنثر الشبهات والاوهام. فضلاً عن انه لا يخلو عالم الانسان من كلمات واعمال منافية لظاهر الشريعة، بل تعد لدى قسم من الائمة في درجة الكفر.
لذا فهناك حاجة الى تجديد الايمان في كل وقت، بل في كل ساعة، في كل يوم.
سؤال: ان علماء الكلام يثبتون التوحيد بعد ظهورهم ذهناً على العالم كله الذي جعلوه تحت عنوان الامكان والحدوث. وان قسماً من اهل التصوف لاجل ان يغنموا بحضور القلب واطمئنانه قالوا: (لامشهود الا هو) بعد أن ألقوا ستار النسيان على الكائنات. وقسم آخر منهم قالوا: (لاموجود الا هو) وجعلوا الكائنات في موضع الخيال وألقوها في العدم ليظفروا بعد ذلك بالاطمئنان وسكون القلب. ولكنك تسلك مسلكاً مخالفاً لهذه المشارب وتبين منهجاً قويماً من القرآن الكريم وقد جعلت شعار هذا المنهج: (لامقصود الا هو.. لامعبود الا هو). فالرجاء ان توضح لنا باختصار برهاناً واحداً يخص التوحيد في هذا المنهج القرآني.
الجواب: ان جميع ما في (الكلمات) و (المكتوبات) يبين ذلك المنهج القويم.
اما الآن فأشير اشارة مختصرة جداً نزولاً عند رغبتكم الى حجة

لايوجد صوت