ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 478
(470-496)

واحدة من حججه العظيمة والى برهان واسع طويل من براهينه الدامغة.
ان كل شئ في العالم، يسند جميع الاشياء الى خالقه.. وان كل أثر في الدنيا يدل على ان جميع الآثار هي من مؤثره هو.. وان كل فعل ايجادي في الكون يثبت ان جميع الافعال الايجادية انما هي من افعال فاعلها هو.. وان كل اسم من الاسماء الحسنى الذي يتجلى على الموجودات يشير الى ان جميع الاسماء انما هي لمسماه هو.. اي ان كل شئ هو برهان وحدانية واضح، ونافذة مطلة على المعرفة الالهية.
نعم، انه ما من أثر، ولاسيما الكائن الحي، الا هو مثال مصغر للكائنات، وبمثابة نواة للعالم، وثمرة للكرة الارضية. لذا فخالق ذلك المثال المصغر والنواة والثمرة لابد أن يكون هو ايضاً خالق الكائنات برمتها، ذلك لانه لايمكن أن يكون موجد الثمرة غير موجد شجرتها.
لذا فان كل أثر مثلما يُسند جميع الآثار الى مؤثّره، فان كل فعل ايضاً يُسند جميع الافعال الى فاعله. لاننا نرى ان اي فعل ايجادي كان، وهو يبرز طرفاً من قانون خلاقية يسع الكون كله ويمتد حكمه وطوله من الذرات الى المجرات. اي ان مَن كان صاحب ذلك الفعل الايجادي الجزئي وفاعله لابد ان يكون هو ايضاً فاعل جميع الافاعيل التي ترتبط بالقانون الكلي المحيط بالكون الواسع من الذرات الى الشموس.
فالذي يحيي بعوضة لابد أن يكون هو المحيي لجميع الحشرات بل جميع الحيوانات بل محيي الارض كلها.
ثم ان الذي يجعل الذرات تدور بجذبة حب كالمريد المولوي لابد أن يكون هو ايضاً ذلك الذي يحرك الموجودات جميعاً تحريكاً متسلسلاً حتى الشمس بسياراتها. لان القانون الساري في الموجودات هو سلسلة ـ تشد جميعها بعضها ببعض ـ والافعال مرتبطة به.
بمعنى ان كل أثر يسند جميع الآثار الى مؤثره هو، كما ان كل

لايوجد صوت