ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | الـمبحث الرابع | 479
(470-496)

فعل ايجادي يسند جميع الافعال الى فاعله هو. كما ان كل اسم يتجلى على الكائنات يسند جميع الاسماء الى مسماه ويثبت أنها جميعاً عناوينه. ذلك لان الاسماء المتجلية في الكون متداخل بعضها في بعض كالدوائر المتداخلة والوان الضوء السبعة. كل منها يسند الآخر ويمده، كل منها يكمل اثر الآخر ويزينه.
فمثلاً: ان اسم (المحيي) عندما يتجلى لشئ وحالما يمنح شيئا الحياة يتجلى اسم (الحكيم) ايضاً فينظم جسد ذلك الكائن الحي الذي هو مأوى روحه، وفي الوقت نفسه يتجلى اسم (الكريم) فيزين ذلك العش والمأوى، وآنئذ يتجلى اسم (الرحيم) ايضاً فيهيئ حاجات ذلك الجسد، وفي الوقت نفسه يتجلى اسم (الرزاق) فيمنح ما يلزم ذلك الحي من ارزاق مادية ومعنوية ومن حيث لايحتسب، وهكذا...
اي: لمن يعود اسم (المحيي) فان له ايضاً اسم (الحكيم) الذي ينير الكون ويحيط
به، وان له ايضاً اسم (الرحيم) الذي يربي الكائنات بالرحمة والشفقة. وان له ايضاً اسم (الرزاق) الذي يغدق على الكائنات.. وهكذا...
بمعنى ان كل اسم ، وكل فعل، وكل أثر، برهان وحدانية، وختم توحيد، وخاتم احدية بحيث يدل على ان الكلمات التي هي الموجودات المسطورة في صحائف الكون وفي سطور العصور انما هي كتابة قلم نقاشه ومصوره جل وعلا.
اللهم صل على من قال: (افضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا اله الاّ الله)(1) وعلى آله وصحبه وسلم. 
----------------------------------------------------------
(1) جزء من حديث: (افضل الدعاء يوم عرفة وافضل ماقلت أنا والنبيون من قبلي: لاإله إلاّ الله وحده لاشريك له) رواه مالك عن طلحة بن عبيد الله بن كرير مرسلا، واخرجه الترمذي وحسنه عن عمر بن شعيب عن ابيه عن جده بلفظ: خير الدعاء يوم عرفة وزاد: له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ورواه البيهقي عن ابي هريرة بلفظ: افضل الدعاء دعاء يوم عرفة وافضل قولي وقول الانبياء قبلي لاإله إلاّ الله.. (كشف الخفاء 1/153) واخرجه الاصبهاني في الترغيب (331/1 المدينة) بلفظ مقارب عن عمرو عن المطلب كما في الصحيحة 4/807 وقال هذا مرسل

لايوجد صوت