ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المسألة الثالثة | 530
(524-533)

الاوهام والشبهات والغفلة، حتى كأنه قد أرتفع الى ما يشبه مرتبة الولاية. حيث اظهر ثلاث كرامات ظاهرة في رسالته التي كتبها الي قبل وفاته، وقد ادرجت رسالته تلك ضمن فقرات المكتوب السابع والعشرين. فليراجَع.
المثال الثالث: كان لي اخ في الاخرة وطالب في الوقت نفسه وهو من اهل القلب والتقوى هو السيد حسن افندي من مدينة (بوردور)(1). كان ينتظر من هذا المسكين مدداً وهمة كمن ينتظر من ولي عظيم، وذلك لفرط ظنه الحسن بي بما هو فوق طوقي وحدي. وفجأة ودون مناسبة، أعطيتُ لأحد ساكني قرى (بوردور) رسالة (الكلمة الثانية والثلاثين) ليطالعها. ثم تذكرت السيد حسن فقلت: إن سافرتَ الى (بوردور) فسلّم الرسالة الى السيد حسن ليطالعها في بضعة ايام. سافر الرجل ،وقد سلّم الرسالة مباشرة الى السيد حسن، قبل أن يوافيه الاجل بأربعين يوماً.
تسلم الرسالة بشوق ولازمها بلهفة ونهل منها كالمتعطش الى الماء السلسبيل، وكلما كرر مطالعتها استفاض منها فيوضات فاستمر في القراءة، حتى وجد فيها دواء لدائه ولا سيما في مبحث (محبة الله) في الموقف الثالث منها، بل وجد فيها فيوضات كان ينتظرها من القطب الاعظم. فذهب بنفسه سالماً صحيحاً الى الجامع وأدى صلاته ثم سلّم روحه هناك. رحمه الله رحمة واسعة.
المثال الرابع: ان السيد خلوصي قد وجد همة ومدداً وفيضاً ونوراً في (الكلمات) التي هي ترجمان الاسرار القرآنية، اكثر مما وجده في الطريقة النقشبندية التي هي أهم طريقة واكثرها تأثيراً. وقد ذكرت شهادته هذه في المكتوب السابع والعشرين.
المثال الخامس: ان اخي عبد المجيد، قد شعر بانهيار واضطراب شديدين بسبب انتقال ابن اخي عبد الرحمن الى رحمة الله. ولأحوال أليمة واوضاع محزنة الـمّت به. كان يأمل مني ما لا أقدر عليه من همة ومدد معنوي. ومع اني ما كنت اتراسل معه، الا انني بعثت اليه فجأة 

--------------------
(1) مركز محافظة في جنوب غربي تركيا - المترجم.

لايوجد صوت