قال: لا لم أرها، ولا أراها!
قلت متعجباً: ياسبحان الله، كيف لم تَر مثل هذه الحية الضخمة التي مرت من بيننا؟
لم يرد شئ في خاطري في تلك الحالة، ولكن بعد فترة ورد الى القلب: ان هذه اشارة اليك فاحذر، ففكرت في الامر، وعرفت انها كانت من الحيّات التي أراها في المنام، أعني انني كنت أرى الموظف المسؤول الذي يأتيني بنية الخيانة على صورة حية. حتى انني قد ذكرت ذلك ـ في احدى المرات ـ لمدير الناحية، فقلت له:
- عندما تأتيني بنية سيئة، أراك في صورة حية! فاحذر!
وفي الحقيقة كنت كثيراً ما أرى سلفه على تلك الصورة!
بمعنى ان هذه الحية التي رأيتها ظاهرةً، اشارةٌ الى ان خيانتهم في هذه المرة ستأخذ صورة اعتداء فعلي، لاتظل في صورة نية مبيتة.
وعلى الرغم من ان اعتداءهم هذه المرة كان اعتداءاً صغيراً، وهم يحاولون استصغاره، ولكن بتحريض من معلم فاقد للضمير وبمشاركته، أصدر المسؤول أمراً للدرك (أجلبوا اولئك الضيوف)، ونحن في اذكار الصلاة في المسجد، والغاية من هذا التصرف هو اغضابي ولأقابلهم بالرفض والطرد ـ باحاسيس سعيد القديم ـ ازاء هذا التصرف الاعتباطي غير القانوني.
ولم يدر ذلك الشقي؛ ان سعيداً لايدافع بعصا مكسورة في يده، وفي لسانه سيف ألماسي من مصنع القرآن الحكيم. بل يستعمل ذلك السيف.
بيد ان افراد الدرك كانوا رزينين راشدين، فانتظروا الى اختتام الصلاة والاذكار ـ حيث لاتتدخل اية حكومة او دولة في الصلاة وفي المسجد مالم ينته اداء الصلوات والاذكار ـ فغضب المسؤول عن عملهم هذا وارسل عقبهم الحارس قائلاً: ان الدرك لايطيعونني!
ولكن الله سبحانه وتعالى لايُشغلني بمثل هذه الحيّات. واُوصي اخواني: ان لاتنشغلوا بهؤلاء مالم تكن هناك ضرورة قاطعة، بل