ترفّعوا عن التكلم معهم، حيث ( جواب الاحمق السكوت) .. ولكن انتبهوا الى هذه النقطة:
كما ان اظهار نفسك ضعيفاً تجاه حيوان مفترس يشجعه على الهجوم عليك، كذلك اظهار الضعف بالتزلف الى مَن يحمل طباع الحيوان المفترس يسوقه الى الاعتداء.
لذا ينبغي للاصدقاء ان يتصرفوا بحذر لئلا يَستغل الموالون للزندقة عدم مبالاتهم وغفلتهم.
النقطة الثانية:
﴿ولاتَركَنُوا الى الذينَ ظَلمُوا فَتَمسّكُمُ النّارُ﴾(هود: 113).
هذه الآية الكريمة تتضمن تهديداً شديداً. اي ان اولئك الذين يكونون اداة بيد الظالمين ويوالونهم وينحازون اليهم، بل حتى لو كانوا يحملون أدنى ميل وعطف نحوهم، يصيبهم التهديد المرعب.
لان الرضا بالكفر كفر، كما ان الرضا بالظلم ظلم.
ولقد عبّر أحدهم ـ من أهل الكمال ـ تعبيراً كاملاً عن جوهرة من جواهر هذه الآية الكريمة بالبيتين الآتيين :
ان الذي يُعين الظالم على ظلمه هو من أرباب الدناءة في الدنيا.
والذي يجد المتعة واللذة في خدمة الصياد الظالم هو كالكلب.
نعم! ان بعضهم يتصرف تصرف الحية، وبعضهم يعمل عمل الكلب.
ان الذي يتجسس علينا في مثل هذه الليلة المباركة، وعلى ضيف كريم، واثناء الدعاء والتضرع الى الله. ويخبر عنا وكأننا نرتكب جريمة، ومن بعد ذلك يتعدى هذا التعدي، لاشك انه معرّض للتأنيب الوارد في معنى البيتين السابقين.
النقطة الثالثة:
سـؤال: مادمتَ تعتمد على قوة القرآن الكريم وتستند الى همته وتستلهم الفيوضات منه لإرشاد اعتى الملحدين واشدهم تمرداً في سبيل اصلاحهم، وانك فعلاً تقوم بهذا وما تزال كذلك، فلماذا لاتدعو القريبين منك من المتجاوزين المتعدين، وترشدهم الى سواء السبيل؟.